وفاة أزيد من 700 حراق جزائري منذ 1994 الحرقة ...انتحار عبر قوارب الموت تبقى الحرقة طابوها مرعبا في الجزائر ازدادت وتيرته في السنوات الأخيرة بسبب حلم الكثيرين بالحياة الوردية والعيش الرغيد إلا أنهم يصطدمون بواقع مر ومزري فإما ان يتحولون الى غذاء للحيتان او يتعرضون الى معاملات قاسية بسبب لجوئهم غير الشرعي إلى بلدان اوروبية واذا نظرنا الى الشق الجزائي فإن القانون الجزائري يجرّم الحرقة بالنظر الى عدم شرعيتها لكن يبقى إقبال الشباب على الحرقة كبيرا وبات حتى الجنس اللطيف يتلهف عليها. خ.نسيمة /ق.م كشفت الجمعية الأوروبية ضد وفيات اللاجئين التي يوجد مقرها في العاصمة الهولندية أمستردام أرقاماً صادمة عن عدد اللاجئين والمهاجرين السريين إلى أوروبا الذين ماتوا منذ 1993 إلى 2018 وبحسب القائمة التي أعدتها الجمعية الأوروبية بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا الذين لقوا حتفهم لأسباب مختلفة من مختلف أنحاء العالم خصوصاً من أفريقيا وآسيا نحو 34 ألفاً و361 شخصاً. ومن بين العدد الهائل للمهاجرين غير الشرعيين المتوفين يوجد 723 جزائرياً سجلتهم الجمعية الأوروبية ضد الوفيات منذ شهر ماي 1994 إلى غاية شهر ماي 2018. وبحسب الفئات العمرية فإن غالبية المهاجرين غير الشرعيين الجزائريين الذي لقوا مصرعهم شباب وتتراوح أعمارهم ما بين 18 و35 عاماً من بينهم 15 امرأة غرقن جميعهن في البحر وحددت القائمة الطويلة تاريخ ومكان وفاة كل مهاجر غير شرعي بهدف مساعدة عائلاتهم على التعرف على ذويهم. انتحار عبر قوارب الموت وذكرت الهيئة الأوروبية أن المهاجرين الجزائريين انطلقوا باتجاه أوروبا من مختلف الشواطئ الجزائرية على متن قوارب الموت كما تسمى في الجزائر خاصة من شواطئ بني صاف بمدينة وهران وأولاد بوغانم بمدينة مستغانم وتنس بمدينة الشلف وكلها تقع غرب الجزائر إضافة إلى زرالدة بالجزائر العاصمة. الجمعية الأوروبية ضد وفيات اللاجئين لم تصدم الرأي العام العالمي بأرقامها فقط بل بأسباب وفاة المهاجرين غير الشرعيين القادمين من مختلف دول العالم ومن الجزائر تحديداً وذكرت أن أسباب الوفيات تراوحت ما بين الغرق في البحر ورفض إسعافهم من قبل سلطات الدول الأوروبية التي تعاني من ظاهرة الهجرة غير الشرعية. ومن بين أسباب وفاة المهاجرين غير الشرعيين القادمين من الجزائر انتحار عدد منهم في مراكز الحجز بسبب المعاملة السيئة من قبل قوات الأمن الأوروبية والضرب المبرح والتعذيب اللذين تعرضوا له من قبل رجال الشرطة في عدد من الدول الأوروبية خاصة فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والدنمارك وهولندا ومنهم من قُتل سحقاً تحت السيارات في أرصفة الموانئ الأوروبية. حلم الحياة الوردية يضمحل وكانت إحصائيات لمنظمات وجمعيات حقوق الإنسان في الجزائر أشارت العام الماضي إلى أن أكثر من مليوني جزائري هاجروا إلى مختلف دول العالم منذ 1999 بحثاً عن حياة أفضل . كما عادت في السنوات الثلاث الأخيرة ظاهرة الهجرة غير الشرعية إلى الجزائر بشكل غير مسبوق وكشفت قوات حرس الشواطئ الجزائرية عن تمكنها من إحباط هجرة 264 جزائرياً عبر قوارب الموت خلال شهري ماي الماضي وجوان الحالي كما لفظت أمواج البحر العشرات من جثث الشباب الذين لقوا حتفهم غرقاً في مختلف السواحل الجزائرية في الأشهر الأخيرة وبذلك يضمحل حلم الحياة الوردية وتعيش العشرات من العائلات على حرقة فقدان الغالي من الأبناء فالحرقة هي آفة مثلها مثل الآفات الأخرى التي يتخبط فيها المجتمع الجزائري وكان من الواجب مكافحتها والقضاء عليها خاصة وانها تخلف أثارا وخيمة على كم من صعيد بدءا من حرقة الأولياء وتيههم في البحث عن فلذات اكبادهم وصولا الى المصير المجهول للشاب المقبل على الحرقة وبالتالي لابد من غرس روح المسؤولية في الشباب والعمل على تحسين ظروفهم وخلق مناصب شغل دائمة وتحسين مستواهم المعيشي في وطنهم بدل اللهث وراء الأحلام في بلدان اوربية ابانت مقتها للإسلام والمسلمين في كم من مرة وفي كم من موقف.