يُروى عن السلف أن شابا في مقتبل العمر كانت تظهر عليه آثار التدين والصلاح وكان مؤذنا في مسجد وكان الإمام قد أوصاه ألا يلتفت يمينا وشمالا أثناء الأذان وكان للشيخ مغزى من ذلك القول ولكن الفتى لم يستمع لكلامه ولم يفطن لما قيل له وبينما الشاب يؤذن في يوم من الأيام إذ التفت عند قوله (حي على الصلاة) فرأى بنتا من أجمل البنات على سطح البيت المجاور للمسجد ففتن بها وتعلق قلبه بها فقطع الأذان مباشرة ونزل إلى ذلك البيت وطرق الباب وبلا وعي ولا إدراك وبدون أي مقدمات طلب من الفتاة الزواج فقالت : أطلب ذلك من أبي فلما جاء الأب طلب الشاب منه الزواج من ابنته فقال الأب : أنت مسلم ونحن قوم نصارى فإن تنصرت زوجناك فما كان من الشاب وبدون وعي ولا أدنى تفكير إلا أن كفر وتنصر لكي يزوجه الرجل من ابنته تلك ولكن الموت فاجأه قبل أن ينعم بها ومات كافرا والعياذ بالله تعالى . فانظر أخي المسلم كيف أن النظر قد يورث الشقاء والهلكة والعياذ بالله واحذر مقت الله تعالى فقد يمقتك وأنت تنظر للحرام وتتلذذ به أو وأنت تستهزئ وتسخر فلا يغفر لك أبدا وربما كتب عليك الشقاء أبدا نسأل الله السلامة واعلم أن العرب كانت تقول : (رب نظرة أعقبت حسرات) .