ينظم ديوان الحظيرة الوطنية للأهقار عدة أنشطة تحسيسية لفائدة السكان البدو الرحل حول حماية التراث المادي بمنطقة الأهقار كما أفاد بذلك مسؤولو هذه الهيئة بتمنراست. وتتركز هذه المبادرة التحسيسية التي تندرج في إطار إحياء شهر التراث حول إبراز مدى أهمية المحافظة على المناطق التي يتواجد بها السكان الرحل وإطلاعهم على ما تحتويه من تنوع بيولوجي وجيولوجي المصنفان ضمن التراث المادي لمنطقة الأهقار كما أوضح مسؤولو الحظيرة الوطنية للأهقار . وتشكل هذه الفضاءات الطبيعية التي تعيش بها أيضا أصناف من الحيوانات البرية واحدة من أهم مكونات الخريطة التراثية للجزائر نظرا لما تكتسيه هذه المناطق من أهمية تاريخية واجتماعية . كما تزخر بمناظر طبيعية خلابة ومعالم أثرية يعود تاريخها إلى آلاف السنين مما يستدعى حماية هذه الفسيفساء الطبيعية. وتأتي هذه العملية التحسيسية - حسب أحد إطارات ديوان الحظيرة الوطنية للأهقار- ضمن المهام المنوطة بهذه الهيئة والتي تتمثل في العمل على الحفاظ على التراث بجميع أنواعه حيث تسعى مصالح الديوان وفي إطار فعاليات شهر التراث إلى إشراك جميع الأطراف باعتبار أن مهمة المحافظة وحماية هذا التراث الثمين تعد من "مسؤولية الجميع ". وسيتنقل أعوان ديوان الحظيرة الوطنية للأهقار ضمن هذه المبادرة إلى المناطق الرطبة التي من أهمها منطقة "أفلال" في ضواحي الأسكرام ومنطقة "تانقط" ومنطقة "أمانسلان" لتحسيس سكان هذه المناطق بأهمية مساهمتهم في المحافظة على مختلف المواقع الأثرية المنتشرة بها. كما سيطلع أعوان ديوان الحظيرة الوطنية للأهقار السكان البدو الرحل على الآليات التي تسمح لهم بالمساهمة فعليا في حماية هذا التراث المادي باعتبارهم أحد العناصر التي يراهن عليها في مهام المحافظة على هذا الرصيد من التراث الطبيعي ولكون هذه الفئة تمثل الحصن الحقيقي لهذا التراث الذي تعايشت معه لآلاف السنين كما أكد أحد إطارات الديوان . وتمثل عملية تجنيد البدو الرحل في عملية حماية التراث المادي الغاية الكبرى لمسؤولي الديوان مما سيساعد أيضا في عملية ضبط الخريطة المحلية للتراث، حسب ذات المصدر.