جرى يوم الثلاثاء بالجزائر العرض الأول للفيلم الوثائقي "فدائيات" للإعلامية لامية قاسمي والذي تطرق إلى الدور الهام الذي لعبته المرأة الجزائرية في حرب التحرير الوطني· وقد سلط هذا الفيلم الضوء بصفة خاصة على "واضعات القنابل" في الولاية الرابعة (الجزائر العاصمة) من خلال شهادة حية لقائد المنطقة آنذاك ياسف سعدي الذي أكد على هامش العرض أن 35 امرأة مكلفة بوضع القنابل كانت تحت إمرته خلال توليه القيادة· وخصص الفيلم الذي يدوم 52 دقيقة جزءا مهما للشهيدة حسيبة بن بوعلى التي شاركت في معركة الجزائر واستشهدت فيها إلى جانب علي لابوانت وعمر الصغير سنة 1957· ولم يتطرق الفيلم إلى حسيبة الفدائية فقط بل استنطق من عرفوها وتقاسموا معها جزءا من مسيرتها· وتوافقت الشهادات على أن الفتاة التي كانت على قدر كبير من الجمال إضافة إلى انحدارها من عائلة ميسورة امتازت بالتواضع والحس المرهف· وأكد ياسف سعدي أنه كثيرا ما كان يستشيرها في التخطيط وتدبير العمليات الفدائية· حيث أفصح أن الشهيدة "كانت من بين مثقفات الجماعة وإضافة إلى تكليفها بمتابعة الأخبار عبر الصحف كان يستشيرها بخصوص بعض العمليات إذ كانت تمتاز بفطنة وذكاء كبيرين"· بخصوص الدور الذي لعبته "واضعات القنابل" توافقت شهادات المجاهدات زهرة ظريف وصليحة أوعراب ولويزة ايغيل أحريز أن استخفاف المعمرين "بالفاطمات" اللاتي لم يستطع أن يرى فيهن أكثر من خادمات سهل لهن الطريق·