** هل يجوز الزكاة على الخدم الذين يعملون في البيوت؟ * نعم يجوز إذا كان الخدم من المسلمين في البيت فقراء فإنهم يُعطون من مال الزكاة، لأن الفقراء يُعطون من مال الزكاة بنص القرآن، قال الله تعالى: «إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ» (سورة التوبة الآية رقم 60)، وذلك بشرط أن يكون ما يُعطونه من الرواتب لا يكفيهم مع عيالهم في بلدهم، وإذا كان الخادم الذي في البيت عنده راتب يكفيه مع عياله في بلده فلا يُعطى من مال الزكاة، لأن الفقهاء نصوا على أن من عنده كفاية أو عنده صنعة يحصل منها على الكفاف فلا يُعطى من مال الزكاة، ومثل ذلك من عنده وظيفة تكفي للإنفاق عليه وعلى عياله، وإذا كانوا من غير المسلمين فيعطون من الصدقات. والله تعالى أعلم. أنا قاسية في التعامل مع خدمي ** أقوم بمعاملة الخادمة معاملة سيئة وقاسية وتمر عليَّ لحظات ندم ولكني أرجع وأعاملها نفس المعاملة، وأفاجأ مرات بهروب الخدم من منزلي وهذا الشيء يتكرر معي دائماً، فرغم حاجتي لعاملة تساعدني بأمور البيت إلا أنني لا أحسن معاملتهن وسريعة الانفعال عليهن وأحس بأني قد ظلمت الكثيرات.. فكيف أكفر عن ذنبي؟ * نسأل الله العلي القدير أن يوفقك لتوبة نصوح، وإحساسك بالذنب واتصالك بنا دليل نية الخير، ولعل ما ذكرت من ظلم للخدم قد وقع بسبب عدم تقديرك لخطورة هذا الأمر، فإن من يؤمن بالله واليوم الآخر ويعلم أنه سيقف أمام ربه لا ينبغي له أن يظلم أحداً أو يسيء معاملة أحد عن قصد أو بسبب ثورة غضب، خاصة الخدم الذين هم من ضعفاء الناس وفقرائهم، فإن الله سبحانه وتعلى لا يحب الظالمين. وقد قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: باب الظلم ظلمات يوم القيامة، وإن الخادمة تعتبر من الضعفاء الذين حرج النبي صلى الله عليه وسلم في حقهم، ففي المستدرك على الصحيحين للحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إني أحرج عليكم حق الضعيفين اليتيم والمرأة». ويجب الحذر من تأخير ما استحقته من أجرة، ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ... وذكر منهم...وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِهِ أَجْرَهُ». وكم قرأنا من قصصٍ واقعية فرج الله فيها عن أناس بسبب الإحسان إلى الأجراء ومعاملتهم معاملة لائقة، ولتقرئي كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل من يخدمه، ومن صِدْق توبتك أن لا تقعي مرة أخرى في ما ذكرت، وانتبهي إلى أن الأجيرة التي عندك هي بشر وقد تخطئ لأكثر من سبب لمرض عارض مثلاً أو لأمر أصاب أسرتها. فعليك أن تقابلي خطأها بالتوجيه دون تعنيف وبالصفح، وعندما لا يعجبك عملُها فليس من حقك الإساءة إليها، بل اطلبي فسخ العقد عند الجهات المختصة، وتأكدي أنك إن عزمت حقاً على البر والإحسان بمن تستأجرين فسوف ييسِّر الله لك خادمة مناسبة، والله الموفق.