* المخطط الغربي لزعزعة استقرار الوطن العربي لا يستثني الجزائر أكد الدكتور العضو السابق في مجلس الأمة صويلح بوجمعة، خلال لقاء نظمته التنسيقية الوطنية للجان والجمعيات المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية، نهاية الأسبوع الماضي، بتيزي وزو، أن الجزائر ليست في منأى عن مخططات بعض الجهات الغربية الرامية إلى زعزعة استقرار البلدان العربية، وأشار القيادي في التنسيقية السيد أحمد قادة إلى الإجراءات الإصلاحية الكبيرة التي أقرها الرئيس بوتفليقة في الآونة الأخيرة، مؤكدا حرص هذا الأخيرة على المضي في حربه على الفساد حتى النهاية. وقال صويلح أن الجزائر ليست في معزل عن ما يحدث بدول الجوار، نظرا للمحاولات الرامية لزعزعة الدول العربية المستقرة من طرف "دعاة" ثورات الشعوب، والانقلاب على الأنظمة من بينها الجزائر، نظرا للمكانة الهامة التي أصبحت تتبوؤها على المستوى العربي والإفريقي. وفي تناولهما للإجراءات الجديدة المتخذة من طرف الدولة والصادرة في الخطاب الرسمي لرئاسة الجمهورية على لسان السيد عبد العزيز بوتفليقة مؤخرا أكد السيدان أحمد قادة المكلف بالإعلام والاتصال في التنسيقية الوطنية للجان المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية والدكتور صويلح بوجمعة بأن أولى النقاط التي تمحور حولها الخطاب تتعلق بالتحصين الخارجي والجزم باحترام الحريات الداخلية للدول وعدم التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لأي دولة كانت، وكان هذا الموقف الوحيد من نوعه الذي انفردت الجزائر بالتمسك به أمام الجامعة العربية بخصوص القضية الليبية، هذه الأخيرة التي استدعت اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية لحماية الحدود الجزائرية من أي طارئ يهدد أمن إقليمها. وفيما تعلق بالإصلاحات الداخلية فإن إشراك الشباب في جملة التغيرات المبرمجة والتحولات التي من شانها تحسين وضعهم، كان لها حصة الأسد، حيث أدخلت إجراءات جديدة في عالم التشغيل والسياسات التنموية الرامية لخلق الثروة المحلية والرفع بالاستثمار المحلي، عن طريق إرساء جملة من الإصلاحات الإدارية والاجتماعية للوصول للتنمية الاقتصادية، حيث أكد السيد قادة بأن رئيس الجمهورية أعلن حربه على الفساد الإداري والبيروقراطية التي تفشت الرشوة والمحسوبية جراءها، لخلق قنوات إدارية كفيلة وجديرة بتنفيذ برنامجه التنموي الواعد. ودعا المحاضرون خلال اللقاء الذي احتضنته دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار اكبر انجاز حققه الجزائريون في بلدهم اليوم وهو الخروج بمشقة من براثن العشرية السوداء والأزمة الأمنية، التي لا تزال آثارها قائمة لحد الساعة ولكنها طويت بفضل المجهودات الجبارة التي بذلتها الدولة بمعية شعبها، لتمثل ماضيا في الذاكرة الجماعية لا بد للاعتبار منه عند مواجهة الأزمات التي من شأنها زعزعة استقرار ووحدة الوطن مجددا خاصة وان كان المحرض أجنبيا يرغب في زرع استثمارات سياسية لا وجود لمصلحة الوطن في أجندتها، مشيرين إلى أن تخلص الجزائر من ديونها أمر لا يروق للكثير إذ أن بنك النقد الدولي في التسعينات كان يرفض طلبات الجزائر في إعادة جدولة ديونها، وحاليا تقصد الجزائر للمساهمة في تخفيف حدة الأزمة النقدية الدولية، فالبحبوحة المالية التي ترددها الجهات الراغبة في مس استقرار الوطن بالإمساك على العصب الحساس والصعوبات الاجتماعية التي يواجهها عامة الشعب، لا ترغب في بناء مؤسسات وهياكل قاعدية وانجازات أساسية تضمن تنمية مستدامة ومستقبل أفضل للوطن، كما دعا المشاركون للعمل سويا على إرساء دولة الحق والقانون ووضع هذا الأخير فوق الجميع والعمل بهدف وضع مصلحة الوطن والمواطن فوق جميع الاعتبارات. وعن واقع الشباب على المستوى المحلي تحدث المتدخلون عن ضرورة إدخال إصلاحات جذرية في أجهزة النظام لتنفيذ البرنامج الطموح المسطر، بحيث يرى هؤلاء انه ليس بإمكان جهاز فاشل دخل مرحلة الشيخوخة والهرم السياسي تنفيذ سياسة يكون النجاح حليفا لها، إذ أن الأوان لوضع الثقة في الشباب وتمكنيهم من المشاركة في صنع القرار وخلق الثروة الوطنية بالإمكانيات المتوفرة، مؤكدين بأن الفساد المترسخ في أجهزة الإدارة أصبح شبيها بالأمراض المستعصية والصعب محاصرة نطاقها، بالرغم من الإصلاحات والإجراءات الموجهة لعامة الشباب ودون استثناء إلا انه للمحسوبية والاعتراضات البيروقراطية حديث آخر يعرقل السياسات التنموية على ارض الواقع، واجمع هؤلاء على أن وضع الشاب بالمنطقة لا يمكن وصفه بالمتحسن، ما دامت بؤر الفساد متمكنة من احتلال مناصب تتمسك بمستقبل الشباب حسب رغباتها.