المنتجات والسلع تثير فضول الزبائن السوق الشعبي بتندوف يشهد إقبالا كبيرا يقصد الكثير من الجزائريين الأسواق الشعبية لرخص أسعار البضائع بما يتوافق مع القدرة الشرائية على غرار السوق الشعبي المتواجد بولاية تندوف والمعروف بسوق البوليزاريو حيث يقصده الزوار من كل حدب وصوب والذي يتربع في مساحة إستراتيجية وسط المدينة وهذا ماوقفنا عليه في هذا الروبورتاج الذي قادنا إلى مدينة تيندوف المكان الذي يزوره الناس للأهمية التجارية التي يعرفها. أول مايشد إنتباهك من الوهلة الأولى شكل السوق من فوق خيم تلتصق ببعضها البعض وأنت تتأمل في المدينة المشيدة بطابع تقليدي أصيل تفوح منه حضارة مدينة يرجع تاريخها إلى اقدم العصور الإنسانية وفي السياق ذاته يشدك الفضول لمعرفة ماذا تضم تلك المدينة الصغيرة التي نسجت بصورة الخيم الصحراوية فبخطوات متثاقلة بدأت جولتنا من أول خيمة تدعوك لزيارتها وهي مظلمة يكاد ينعدم النور بها حتى تلمح الشماغ المعلق باللون الأزرق الغامق واللون الفاتح ناهيك عن ذلك البساط القديم المفروش على الأرض الذي يضم جملة من العطور والروائح وحتى صابون الغسيل بعلامة إنتاج إسبانية تطرح غرابة كبيرة في عقول القادمين للسوق لاكتشاف تفاصيل تلك المدينة الواقعة في الجنوب الغربي للجزائر وبأسعار متفاوتة منها ما يريح جيب الزبائن ومنها لا يتفق مع راتب الموظفين بالولاية . جولتنا متواصلة لنكتشف هذا الواقع الذي تكسوه الرمال التندوفية من كل الجهات فالسوق المغطى للبوليزاريو الباعة فيه من الجنسين نساء ورجال يعرضون بضائعهم الجميلة وتبدو غريبة لسكان المدن والولايات الساحلية والداخلية العطار الذي يحكي لك عن عدة مواد تقليدية وهو جالس في بساط عتيق وكأن الصورة ترجع لسوق مسلسل جحا أيام الزمن الجميل بالتلفزيون الجزائري والنسوة اللواتي يعرضن عليك ملابس النساء الصحراويات وحتى الحلي والملابس الرجالية من الشماغ والدراعة الصحراوية وأهم مايلفت الإنتباه المقبلون على السوق أغلبهم من الولايات الأخرى خاصة وأنهم عساكر بحكم الولاية أغلبية مساحتها تضم وحدات عسكرية فهم بحاجة لإقتناء مختلف الأشياء التي يحتاجونها رغم غلاء أسعار بعض البضائع مقارنة باسواق المناطق الداخلية . عموما السوق الصحراوي بتندوف طبعت فيه ميزة البيع بطريقة إستثنائية تسأل عن الثمن ويعطى لك الجواب دون إلحاح من التاجر وكأن البضاعة عرضت فحسب ولا تحتاج لذلك الإلحاح من قبل البائع حتى يظفر بمشترى وهذا لا نجده في أغلبية الأسواق التي وقفنا عليها من قبل في مختلف الولايات وبالرغم من غرابة هذا الفضاء إلا أن قساوة المناخ وارتفاع درجة الحرارة لم تمنع سكان الولاية من تشكيل فضاء تجاري يضم مختلف المنتوجات المحلية وحتى الأجنبية خاصة مواد التجميل والعطور لكسب أموال تساعدهم على مواجهة ظروف حياتهم . فبالرغم من ذلك تلمس في سوق البوليزاريو صورة السوق العتيق الذي تبحث فيه عن ضالتك لتملئ بها حقيبتك العصرية التي رافقتك الى عالم جميل يسافر بك لاكتشاف خبايا تندوف ورونقها الصحراوي الأخاذ.