بادرت به شرطة الإمارات وأسمته دورية السعادة الجزائر ومشروع هدية الطريق لتكريم السائق الملتزم
مساهمة: الدكتور وليد بوعديلة منذ سنوات وصاحب هذه السطور يدعو السلطات الأمنية الجزائرية لتجسيد مشروع هام يساهم في تقريب الشرطة والدرك من المواطن ومقالاتنا في الشبكة العنكبوتية تشهد ليحقق المشروع بعضا من الأفكار التوعوية والتثقيفية والتحسيسية بقواعد المرور وخطر إرهاب الطرقات الجزائرية لكن كانت شرطة دولة الإمارات سباقة عالميا لتجسيد فكرة تكريم كل سائق ملتزم بقوانين المرور ولم يجد المشروع الجزائري هدية الطريق طريقه للتطبيق. فعندما يتحوّل إرهاب الطرقات إلى خطر جسيم يهدد أمن المجتمع والدولة فإن تدخل جميع فئات وعناصر الأمة أكثر من ضرورة وطنية وأكبر من واجب إنساني لأن الكل مهدد في كل لحظة بخطر حادث مرور من السائقين أو من الراجلين لكن يبدو أن التفكير الجزائري اقتصر على قوانين العقاب للمخطئين دون الالتفات للسائقين الملتزمين بالقانون فلماذا هذا النسيان والتجاهل؟ يبدو أن اهتمام الجزائريين بوضع قوانين للعقاب ومتابعة المخطئين قد أنساهم تأمل من يبدع في ميدان عمله أو بحثه أو يلتزم بالأنظمة التي تسير علاقات العمل أو التفوق التربوي والعلمي في مدارسنا وجامعاتنا ومن ثمة جاءت فكرة تكريم السواق الذين يلتزمون بقوانين الطريق. الشرطة ودوريات الشكر بدل العقاب إننا نقترح على المجموعات الإقليمية للدرك الوطني ومصالح الأمن الوطني-مرة في الشهر مثلا وفي توقيت محدد ومكان معين- توقيف السيارات التي تلتزم بالسرعة المحددة في الطرق وفي مداخل المدن من خلال الرادار وشكرهم وتكريمهم بشهادة شرفية وتسجيل لحظة التكريم في الموقع الإلكتروني للدرك الوطني أو الأمن الوطني أو التنسيق مع الفضائيات التلفزية للتصوير بدل توقيف المتجاوزين للسرعة فقط أو المخالفين للقوانين وبدل دعة القنوات التلفزية لتسجل المخالفين ومشاهد سحب الرخص منهم؟ ونقترح أن تقدم لكل سائق حافظ على أرواح المواطنين جائزة عبارة عن حقيبة صغيرة فيها منشورات المؤسسات الأمنية والعسكرية مثل مجلة الشرطة ومجلة الجيش الوطني أو كتب عن المواطنة وتاريخ الجزائر وكذلك إهداء السواق الراية الوطنية أو أقراص مضغوطة تتضمن تسجيلات صوتية لإلياذة الجزائر لمفدي زكريا أو القرآن الكريم أو قانون المرور أو أي هدية رمزية تسهم في تجسيد الوطنية المواطنة والأخلاق الاجتماعية المدنية والمتحضرة.. جميعا.. لأجل الوطن وقد يسهم في هذه الفكرة رجال المال والأعمال (من خلال منتدى المؤسسات مثلا) للتواصل مع الجمعيات وتقديم مبالغ مالية أو هدايا أخرى للسائقين عبر كامل الطرق (البلدية الولائية الوطنية الطريق السيار) لكي نقول جميعا بصوت واحد _شكرا أيها السائق الملتزم بالقانون_ فإذا كانت العقوبات لم تسهم في خفض أرقام الحوادث والقتلى والجرحى فربما عكس طريقة التفكير قد تفعل ذلك. بل لماذا لا نقدم للمخالفين للقانون نسخا ورقية أو إلكترونية من قانون المرور وأرقام الحوادث ونتائج الإفراط في السرعة عدم وضع الحزام التجاوز الخطير عدم احترام مسافة الأمان وغيرها من المخالفات إلى جانب العقوبة المالية أو سحب الرخصة؟؟. الحكامة..والمواطنة على أجهزتنا الأمنية المسؤولة على الطرقات أن تقول للمحسن أحسنت ولا تكتفي بأن تقول للمسيئ أسأت فالكثير من الداخلين إلى المناطق العمرانية والمدنية يلتزمون بالإنقاص من السرعة لكن لم نشكرهم ولم نهتم بهم وكل الأنظار موجهة لمن يدخل بسرعة جنونية للمدينة أو لمن يتجاوز تجاوزا خطيرا كما أن الأمن أو الدرك يتابع السيارة التي لم تحترم إشارة _قف_ من غير التقدم من السيارة التي توقفت عند _قف_ لشكر صاحبها أو تكريمه؟ فلماذا يا سيدي الشرطي أو الدركي تغرم ذاك ولا تكرم هذا؟ على طريقة تفكيرنا أن تتغير جذريا وعلى الجميع عبر الوطن وعبر كل المؤسسات والإدارات أن يلتفت للجوانب الإيجابية والمشرقة من الإنسان الجزائري فالكثير من العمال يحتاجون للشكر والثناء والكثير من التلاميذ والطلبة يريدون منا الشكر والتشريف والكثير من المعلمين شرفاء وضمائرهم حية ويشتغلون بتضحية وفاء للمهنة وأخلاقياتها والكثير من الأطباء المهندسين المقاولين السياسيين الإعلاميين يحبون هذه الأرض ويواصلون الوفاء لمجد وعهد الشهداء ويبدعون في قطاعاتهم لكن لم ننظر إليهم وركزنا على من هم عكسهم في الأخلاق والأداء المهني وهذه طريق لن توصلنا إلى التطور الحضاري والنهوض الوطني. أخيرا نقترح هذه الأفكار للمساهمة في النقاش الوطني حول ظاهرة إرهاب الطرقات ولكي تتحد الجهود لتوقيف أرقام الضحايا والمجروحين والذين تحولت حياتهم إلى مأساة وخسائر نفسية ومالية واجتماعية بسبب حادث مرور خطير فهل يلتفت المسؤولون في الجهاز الأمني الجزائري لهذه الأفكار؟؟ اللّهم إني قد بلغت.