سحب رخص السواقة، للمخالفين لقانون المرور جعلت البعض يؤكد أن حوادث المرور وصلت قلت على ما كانت عليه، و ولا نخالف أحدا في هذه النتيجة، فالإفراط في سحب رخص السواقة جعل المواطنين يقودون سيارتهم وكأنهم يقودون دراجة هوائية خشية " من شرطي " يحتفي خلف شجرة أو يخرج له من خلف إشارة قف، لكن هل فعلا حوادث المرور التي كانت مرتفعة بمعدلات قياسية السبب الأول فيها سائقو العربات عندنا ..؟ لأن الواقع يقول شيء آخر وهذا الواقع لا يعر عنه سوى المواطن الذي يسير بسيارته في طرق تشبه كل شيء سوى أن تكون طرق، لأننا لا نملك طرق بمقاييس دولية، فطريق وطني عرضه 5 أمتار يدفع أي سائق لارتكاب مخالفة بدلا من الاستمرار في تتبع عجلات شاحنة تسير سير السلحفاة، خارقا بذلك قوانين المرور مجبرا لأن الذين صنعوا السيارة لم يصنعوها للطرقات الجزائرية أو لإشارة " ممنوع أكثر من 80 " ، فضلا عن طوابير السيارات في الطريق السريع التي تدفع السائق للخروج عن الخط الأبيض المستمر ومحاولة الوصول في الوقت المناسب إلى عمله ، لأن مسافة 30 كلم في العاصمة من المفروض أن يقطعها السائق في 20 دقيقة لكنه يقطعها في غالب الأحيان في ساعتين ونصف ان لم يكن أكثر ، السائق الجزائري ليس مجنونا كما يحاول أن يصوره البعض في وسائل الإعلام ، لكن واقع الطرقات والإسراف في سحب رخص السواقة دون إصلاح الطرق الوطنية، أو توفير مواقف للسيارات في العاصمة هو الذي دفعه ليفقد عقله . لذا سحب رخص السواقة لشهور ومعاقبة المخالفية كان يمكن تقبله لو كان آخر حل بعد القضاء على الطوابير وتوفير المواقف ، وإصلاح الطرق الوطنية وتوسيعها.