قتلتم بن لادن فهل تكفون عن الإسلاموفوبيا وتشويه الإسلام؟!..سؤال أصبح يتردد على ألسنة الكثير من أفراد الأقليات المسلمة في الولاياتالمتحدة خاصة والدول الغربية عامة بعد إعلان الرئيس الأمريكي بارك أوباما مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على أيدي قوات خاصة أمريكية في باكستان. ويقول الإمام محمد مصري مسؤول في الجمعية الإسلامية لوسط فلوريدا أن مقتل بن لادن ربما يساعد على التقليل من الإسلاموفوبيا الذي كان هو وتنظيم القاعدة سببا رئيسيا في ظهورها قائلا: "كان كابوساً محاولة الشرح بشكل مستمر للأمريكيين العاديين إننا لا نرتبط ببن لادن ونأمل أن يدركوا ذلك الآن. حاولنا جاهدين إقناع الناس بأن المسلمين ليسوا جماعة واحدة متناغمة تقف وراء بن لادن". وأضاف قائلاً "كنا أيضا ضحايا لفكر الكره الذي انتهجه بن لادن. الرجل اختطف ديننا وارتكب جرائم باسم ديننا وتسبب في أكبر ضرر للمسلمين في الولاياتالمتحدة والإسلام". وأكد مصري وبعض قادة المسلمين الآخرين لرويترز أن مقتل بن لادن على يد القوات الأمريكية في باكستان منح المسلمين الأمريكيين والأمريكيين الآخرين فرصة لتصحيح سوء الفهم وتقريب الاختلافات كما منحهم الأمل في توقف حالة العداء للإسلام بين قسم من الأمريكيين. على نفس المنوال تقول أسماء حسن، محامية أمريكية مسلمة تعيش في دنفر تعليقا على نبأ مقتل بن لادن "لقد ارتحنا فبن لادن غير حياتي بشكل دائم.. إنه شخص آذى بلدي وديني إلى الأبد." ورغم تحفظاتها كمحامية على أن بن لادن لم يقدم للمحاكمة، إلا أنها قالت "إذا كان هناك أي تبرير لهذا النوع من العمل (القتل) فهذا هو أفضله.. على الجميع أن يعرف أنه ليس آمنا أن تكون إرهابيا." وتضيف إن "جهاد بن لادن ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية وضع المسلمين في موقف دفاعي، وكان علينا مساعدة الأميركيين لفهم ما يجري في العالم الإسلامي، والذي هو متنوع جدا، وكان علينا أيضا تحمل وطأة الغضب الأميركي والأذى.. أصبحنا جميعاً سفراء إيماننا، سواء شئنا أم أبينا." وتتابع قائلة "بعد عشر سنوات وما زال الناس يشكُّون فينا.. لا اعتقد أن وفاة أسامة ستغير ذلك.. أنه انجاز جيد للمسلمين الأميركيين، لكنني لا اعتقد أن الضغط سوف يتوقف الآن وإن كنا نأمل ذلك." مشاعر إحباط في السياق ذاته قال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير"، وهو إحدى أكبر المنظمات الإسلامية في الولاياتالمتحدة، "إن بن لادن لم يكن أبدا ممثلا للمسلمين ولا للإسلام". وأكد المجلس فى بيان صحفى: "نحن ننضم اليوم إلى مواطنينا للإشادة بالإعلان عن تصفية العقل المدبر للقاعدة أسامة بن لادن باعتباره خطرا هدد بلادنا والعالم". واعتبر المجلس أن "خطرا كان يهدد البلاد قد زال". وأشار إلى أن "بن لادن بالإضافة إلى قتله آلاف الأمريكيين، تسبب مع القاعدة في مقتل عدد لا يحصى من المسلمين في العالم بأسره". وبحسب رويترز، فإن مشاعر الإحباط سيطرت في الوقت نفسه على مسلمي أمريكا بعد مقتل بن لادن، لأنهم شعروا أن بعض الأمريكيين يصرون على الربط بين الإسلام ورسالة بن لادن الجهادية. غير أن جون إسبوسيتو أستاذ الأديان والعلاقات الدولية في جامعة جورج تاون رأى بلهجة متفائلة أن "المسلمين لا يزالون ضحايا في ظل تنامي مشاعر الرهبة من الإسلام (الإسلاموفوبيا) هنا (في أمريكا)، لذلك فإن التخلص من بن لان وخصوصاً على مستوى رمزي على المدى القصير سيزيل الضغط عليهم". وفي أعقاب هجمات 11سبتمبر 2001 التي تبناها تنظيم القاعدة، تعرض العرب والمسلمون، في أميركا وأوروبا، لموجة من الإسلاموفوبيا انعكست في إجراءات أمنية صارمة بحقهم تمثلت في التوقيف والتفتيش والتنصت ومداهمة البيوت.