رغم أنه عاش فيها 47 سنة رشيد طه رفض الحصول على الجنسية الفرنسية ب. ه أبدى أقارب وأصدقاء الفنان الراحل رشيد طه الذي وُري جثمانه الثرى مساء الجمعة بمسقط رأسه ببلدية سيق حزنهم العميق على فقدان الفنان الوطني المتواضع كما أجمعوا على وصفه علما أن طه رفض الحصول على جنسية فرنسا رغم أنه أقام بها قرابة نصف قرن. وكان أكثر الناس تأثرا بوفاة الفقيد رشيد طه والده علي الشريف الذي أكد في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن ابنه ظل مصدر فخر واعتزاز له ليس لمكانته في الوسط الفني فقط بل حتى بين أقاربه وأصدقائه وجيرانه بمدينة سيق أين ولد سنة 1958 وترعرع قبل أن يغادر معه إلى فرنسا سنة 1971 . وقال السيد علي الشريف أن ابنه تميز بوطنية جعلته يتمسك بالجنسية الجزائرية ويرفض كل العروض للحصول على جنسية أجنبية وبينها الجنسية الفرنسية (البلد الذي عاش فيه 47 سنة) وهو ما جعله يحظى بالاحترام ومحبة كبيرتين بين أقاربه وأصدقاء طفولته الذين ظل على تواصل معهم ويزورهم ويسأل عنهم في كل مرة يزور الجزائر . وقال ابنه الوحيد إلياس أنه شاهد على مدى سنوات طويلة عن كثب حب أبيه الفنان لوطنه وكيف كان يعتز بانتمائه للجزائر من خلال أدائه للأغاني التراثية الوطنية وسعيه لإيصالها إلى العالمية وهو الأمر الذي جعله يقرر دفنه بالجزائر وبمدينة سيق عندما سئل عن ذلك. من جهته أثنى المطرب الشاب قديرو على الفقيد رشيد طه الذي تميز بتواضع شديد ورغبة دائمة في مد يد المساعدة حيث التقاه لمرة واحدة فقط إلا أنه أحس أنه يعرفه منذ سنين بسبب الاستعداد الذي أبداه الفقيد لمساعدته في المجال الفني بكل تواضع . وأضاف نفس المتحدث أن الجزائر فقدت في وفاة المرحوم رشيد طه فنانا متميزا يصعب تعويضه وساهم في خدمة الفن الجزائري وترقيته من خلال أدائه لأغاني من التراث الشعبي التي ترمز لعمق الثقافة الجزائرية وأصالتها . ونوه المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة علي بن الشيخ الحسين الذي حضر إلى مدينة سيق بولاية معسكر رفقة وفد من الفنانين الجزائريين للمشاركة في تشييع جنازة الفقيد ب خصال ووطنية رشيد طه الذي أظهر تمسكا بجزائريته إلى أبعد الحدود ورفض كل المغريات للتخلي عنها . وأضاف ذات المسؤول أن حضوره رفقة وفد الفنانين الجزائريين تشييع جنازة الراحل اعتراف منهم بالقيمة الفنية الكبيرة التي تميز بها الراحل والقيم التي دافع عنها سواء من خلال أدائه الفني أو مواقفه التي عبر عنها من خلال كل الوسائل . وقد وري الراحل رشيد طه الثرى بعد صلاة الجمعة بمقبرة خروف ببلدية سيق بولاية معسكر في حضور مجموعة من المسؤولين الجزائريين والأجانب بينهم والي معسكر محمد لبقى والقنصل العام لفرنسا بوهران والمدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وبعض الوجوه الفنية ومواطنين.