"ما تحول ما تزول" و"الرخى يدهش" و"شوفي وما تشريش" و"اللي ما شرى يتنزه" وغيرها من العبارات التي صار يطلقها التجار أو اللافتات التي صارت تلصق بمحاذاة محلاتهم وطاولاتهم التجارية، تحولت في السنوات الأخيرة إلى صفقة مُربحة لدى اغلب التجار في الوقت الحالي خاصة وأنها تؤثر تأثيرا شديدا في الزبائن الذين ينجذبون إلى تلك العبارات والملصقات التي تساعد على رواج السلع وانتهائها في لمح البصر وهي الأساليب التي صارت تعتمد من طرف الباعة من اجل جذب اهتمام الزبائن وميولهم إلى السلع المعروضة. نسيمة خباجة ويتجاوب اغلب الزبائن مع تلك الطرق التي صارت منتهجة من طرف اغلب الباعة والتي من شانها أن تعمل على توطيد العلاقة بين البائع والزبون وتفتح مساحة أوسع للنقاش والاتصال معه للوصول إلى نتيجة ايجابية تحقق رضى الطرفين بعد الوثوق من السلعة، فكسب ثقة الزبون كنز حقيقي للبائع لذلك نجد أن معظم البائعين انتهجوا تلك الطرق بغية الاتصال مع الزبائن وتوسيع دائرة الحديث والنقاش معهم لتحقيق رضاهم وكسبهم كزبائن دائمين. ومن بين تلك السبل نجد تلك العبارات التي تتردد على أفواههم إضافة إلى تلك الملصقات التي تحاذي سلعهم والتي عادة ما تبين جودة السلعة ومميزاتها، وهي أساليب جديدة اعتمدها الباعة الشبان باتجاه الزبائن قصد كسبهم . وفي جولة لنا عبر بعض الأسواق الشعبية المنتشرة عبر العاصمة وضواحيها، ترددت اغلب العبارات المذكورة آنفا على أفواه الباعة، أضف إلى ذلك العشرات من الملصقات المحاذية للسلع والتي تبين خصوصيات السلعة ومميزاتها وجودتها وانخفاض سعرها في آن واحد، وهي المعطيات التي من شانها أن تجذب الزبائن وتجعلهم يتهافتون على اقتناء السلعة. مما أدى بالكثير من الباعة إلى اعتماد تلك الأساليب في ترويج سلعهم قصد القضاء على الأساليب القديمة التي كانت علاقة البائع والزبون لا تتعدى اقتناء السلعة والذهاب في الحين، دون أدنى اتصال أو تفاوض على جودة السلعة وثمنها، ومن شان تلك المجاملات والمعاملات أن تساهم أكثر في جلب الزبائن حسب ما يراه الباعة، وكذا الزبائن الذين تجاوبوا مع تلك الأساليب التي تريحهم أكثر. اقتربنا من احد الباعة بسوق بن عمر والذي وضع ملصقة دونت عليها عبارة "ما تحول ما تزول" وحاذت سلعته بحيث كان يعرض بعض القمصان النسوية مختلفة الألوان تقربنا منه وسألناه عن الدافع الذي دفعه إلى إلصاق تلك الملصقة التي كان يقرأها كل من عبر من هناك، تارة يضحكون وتارة يقتربون من الطاولة لتفقد السلعة، فرد محدثنا أن التعامل التجاري مع الزبون اليوم يختلف عما كان عليه الوضع بالأمس فالبائع مجبر على كسب ثقة الزبون عن طريق الاهتداء إلى عدة طرق ومهارات من بينها فتح باب الاتصال مع الزبون واستعمال عبارات لطيفة في ترويج السلعة وكذا إلحاقها بملصقات لتحقيق راحة الزبائن وجذبهم للسلعة، ومن شان ذلك أن يوطد العلاقة أكثر بالزبون ويجعل البائع مصدرا من المصادر الموثوقة لهم مستقبلا، ونحن هناك وفدت إلى المحل زبونة فسألناها عن رأيها في الطرق المعتمدة مؤخرا من طرف الباعة فأجابت أنها طرق تجدها ناجعة من شانها أن تقضي على الحواجز التي كانت في السابق بين البائع والزبون وتفتح أكثر دائرة الاتصال معه، كما أنها تبين للزبون ميزات السلع وكذا أثمانها من بعيد بعد التشهير بها من طرف البائع سواء عن طريق العبارات التي يتفوه بها، أو بتلك الملصقات مما يجعلك تقترب من دون أن تشعر وختمت بالقول أنها تجدها طرق ناجعة تخدم الزبائن. وتبقى تلك الأساليب المعتمدة من بين العوامل المساهمة في توطيد العلاقة بين الطرفين من اجل الوصول إلى اتفاق بينهما يحقق بها البائع غايته في بيع السلعة والزبون في اقتنائها.