تأتي استقالة الصحفية المخضرمة والمتخصصة في شؤون البيت الأبيض »هيلين توماس« على خلفية الانتقادات التي تعرضت لها بعد تلك التصريحات المثيرة للجدل والتي أدلت بها بشأن إسرائيل، حيث قالت: »إن على الإسرائليين أن يخرجوا من فلسطين وأن يعودوا إلى أوطانهم في بولندا وألمانيا وأمريكا وفي أي مكان آخر، تذكروا أن الفلسطينيين يقبعون تحت الاحتلال وتلك هي أراضيهم«..! وقد أثارت هذه التصريحات موجة من النقد والغضب حمل »هيلين« من أصل عربي لبناني إلى تقديم الاستقالة من الصحافة وعالم الكتابة وبالتالي التقاعد، وهي التي كانت ومنذ الرئيس جون كيندي في ستينيات القرن الماضي وإلى الرئيس الحالي »أوباما« تغطي شؤون البيت الأبيض..؟ هذه التصريحات التي هي في حقيقة الأمر الحق بعينه، وأن المرأة نطقت صدقا وثارت في نفسها نزعتها العربية، حيث عادت إلى جذورها وجذور أجدادها الذي لا يمكن مهما طال الزمن تنساهم أن ينساهم جيلا من الأجيال الذي يقطن بالولايات ويحمل طبعا قانونا الجنسية الأمريكية..! كل تلك المكاسب الشخصية والسنوات التي تعاقبت عليها لم ينس هذه المرأة المسنة جذورها العربية وقولها لكلمة حق لدى سلطان جائر، يمثله البيت الأبيض وموظفوه من الاسرائليين الذين لم يتحملوا مجرد تصريح من سيدة أمريكا معروفة بولائها للولايات المتحدةالأمريكية وخدمتها للبيت الأبيض منذ أكثر من خمسين سنة..؟ إن أمريكا التي تدعي في كثير من المواطن الديمقراطية وحرية التعبير، لا تتسامح مع أي نقد أو أية عقوبة إذا كانت موجهة ضد إسرائيل ، فهي الدولة الوحيدة التي لا تنتقد ولا تعاقب من وجهة نظر الولاياتالمتحدةالأمريكية، والسبب معروف لدى العام والخاص، فاللوبي الصهيوني المزروع في دواليب المؤسسات الرسمية الأمريكية لا يرضى بذلك حتى ولو قامت حربا عالميا ثالثة، ومن هنا كان من الأسهل أن تكون الضحية هي »هيلين توماس« فقط ولا غير..؟!