برمجت أمس محكمة جنايات العاصمة ملف واحد من أكثر الإرهابيين خطورة الذين هدّدوا استقرار وأمن الوطن على مدار 13 سنة زرع فيها الرّعب في أوساط السكان ونشر التقتيل، ويتعلّق الأمر بأمير سرية العاصمة "بودربالة فاتح" المكنّى "عبد الفتّاح أبو بصير" الذي يعدّ المشرف المباشر والمسؤول عن أعنف تفجيريين انتحاريين هزّ العاصمة شهر أفريل من سنة 2007، حيث كان مكلّفا بتزويد الجماعات الإرهابية بالمواد المتفجّرة والتواصل مع جماعات الدّعم والإسناد، وكذا تدريب المجنّدين على عمليات تفخيخ المحافظ· وكشفت حيثيات المحاكمة أن يقظة الأمن أنقذت العاصمة من تفجيرات خطيرة· وقادت عملية القبض على الأمير "أبو بصير" من طرف مصالح الأمن إلى إنقاذ العاصمة من سلسلة من التفجيرات الخطيرة كانت تستهدف عدّة مراكز حسّاسة، على غرار المركز الإفريقي لمكافحة الإرهاب، مقرّ المركز العسكري الرئيسي للتحرّيات ببن عكنون، النّادي الوطني العسكري ومقرّ الشرطة العلمية ب "شاطوناف"، كما سمحت باكتشاف ملجأين للأسلحة، واحد بمنطقة الرغاية بالعاصمة والآخر بمنطقة سيدي داود بالثنية واسترجاع 783 كلغ من المواد المتفجّرة التي كانت موجّهة لتفجير عدّة مناطق حسّاسة بالعاصمة· الإطاحة بأمير سرية الأثخان "العاصمة" والمسؤول الأوّل والمشرف المباشر على التفجيرات الانتحارية التي استهدفت قصر الحكومة ومقرّ الشرطة القضائية بباب الزوّار تمّت إثر ورود معلومات إلى مصالح الأمن عن نشاط مشبوه لبعض الأشخاص في شقّة بمنطقة الرغاية، وبعد نصب كمين لهم تمّ توقيف هذا الأخير رفقة دركي بتاريخ 10 سبتمبر 2007 واسترجاع مسدس آلي من نوع "بيريطا" وذخيرته ورخصة سياقة مزوّرة وبطاقة مهنية للأمن الوطني تحمل اسم "ساسي حميد" ووثائق تحريضية وأقراص مضغوطة تحمل تسجيلات للعمليات الانتحارية· وقد أسفرت عملية استنطاق المتّهم عن يفكيك ملجأين للأسلحة تابعين للجماعات الإرهابية واسترجاع 07 أكياس كلّ كيس يحمل 45 كلغ من المواد المتفجّرة و18 دلوا كلّ واحد يحتوي على 20 كلغ من المواد المتفجّرة و04 دلاء كلّ واحد يحتوي على 25 كلغ من المواد المتفجّرة ما يعادل 783 كلغ من المتفجّرات كانت موجّهة لتفجير العاصمة· أمّا على مستوى مخبأ منطقة بني داود بالثنية فقد تمّ استرجاع محضر تعيين المتّهم كأمير لسرية الأثخان، قاذف صاروخي، محفظتين مفخّختين ب 6.15 كلغ من المواد المتفجّرة، ثلاث قنابل تقليدية الصنع ذات التحكّم عن بعد، 21 صاعقا، 60 رصاصة، مبالغ مالية بالعملة الوطنية والأورو، وثائق تبيّن طريقة التفجير، حقيبة مفخّخة وذاكرة ومّاضة تتضمّن صورا جوّية مأخوذة من الموقع الإلكتروني "فوفل إرث" لمختلف المقرّات المستهدفة· ويشير الملف القضائي للمتّهم إلى أنه اِلتحق بالتنظيم الإرهابي شهر نوفمبر 1993 وشارك في عدّة عمليات استهدفت عناصر الجيش الوطني والدرك الشرطة، أهمّهما نصب كمين تابع للشرطة بالأخضرية سنة 1995 وآخر للدرك الوطني، كانت مكلّفة بحماية سيّارات نقل أموال بريد الجزائر· هذا، وقد سبق أن عيّن المتّهم كأمير لسرية "أحد" سنة 1997 غير أنه عزل عن إمارتها وانضمّ إلى سرية بوغني سنة 2000 أين شارك في عملية اغتيال رئسي بلدية مقراني وفردين من الدرك في عملية استهدفت فندقا بتيزي وزو، كما نجح في نصب كمين أدّى إلى مقتل 16 عنصرا من قوّات الجيش الوطني الشعبي · كما تقلّد المتّهم منصب أمير كتيبة "الفاروق" وشارك في عدّة عمليات بطلب من الأمير السابق للجماعة السلفية للدّعوة والقتال "حسان حطّاب" لينتقل إلى كتيبة "الهدى" المتمركز في جبال جرجرة، وبقي ينشط فيها إلى غاية ديسمبر 2005 أين انتقل إلى سرية الاتّصال المترمكزة ب "فيغي" ببومرداس، وبأمر من درودكال تنقّل إلى سرية بجاية ثمّ إلى سرية العالارقم أين أمره أميرها حارك زهير بالتعاون مع الإرهابي "آيت سالم سعيد" لتنفيذ الهجومين الانتحارين اللذين هزّا العاصمة شهر أفريل من سنة 2007، حيث أشرف على عمليات تفجير الشاحنتين· وبالاستناد إلى الملف القضائي فإن أمير سرية العاصمة خطّط أيضا لتفجير سفارة الدانمارك، لكن الشرطي المكلّف بالحراسة اكتشف الأمر، وقد كانت أماكن أخرى مبرمجة ضمن التفجيرات ويتعلّق الأمر بكلّ من تفجير مقرّ جريدة يومية، المجلس، المركز الإفريقي لمكافحة الإرهاب، المكتبة الوطنية الحامّة، مقرّ المركز العسكري الرئيسي للتحرّيات ببن عكنون، النّادي الوطني العسكري، مقرّ الشرطة العلمية ب "شاطوناف" ومقرّ سفارة كندا·