يجمع خبراء الشأن الأمني في الجزائر ، على انحسار لافت للنشاط الإرهابي خلال سنة 2009، وتراجع الإعتداءات الإرهابية في المعاقل الرئيسية والتقليدية للإرهاب، إضافة إلى العجز عن تنفيذ اعتداءات انتحارية في هذا العام، الذي تميز برأي هؤلاء بسقوط إرهابيين من الجيل الأول للإرهاب في كمائن بناء على عمل استعلاماتي فعّال، كما كانت العاصمة آمنة خلال السنة الجارية لم يسجل بها أي اعتداء إرهابي. تمكنت مصالح الأمن، حسب إحصائية أعدتها "النهار" من القضاء على حوالي 288 إرهابي على المستوى الوطني بولايات بومرداس، تيبازة، عين الدفلى، تيسمسيلت، البليدة، المدية، البيض، الجلفة، المسيلة، تيزي وزو، البويرة، جيجل، باتنة، سكيكدة، قسنطينة، تبسة، خنشلة، سيي بلعباس، في أقل من 12 شهرا، مقابل توقيف أكثر من 400 عنصر منهم إرهابيين وأغلبهم ينشطون في شبكات دعم وإسناد، وتم تسجيل تسليم حوالي 35 إرهابيا أنفسهم إلى مصالح الأمن، منهم قياديين برتبة "أمير" ومرشح لتنفيذ اعتداء انتحاري وآخرين من أقرب مساعدي درودكال، بينما اختار آخرون قياديين التعاون مع مصالح الأمن، من خلال توفير معلومات دقيقة كانت وراء تحقيق أنجح العمليات العسكرية بالعديد من ولايات الوطن. مصالح الأمن تنتقل إلى الهجوم وملاحقة درودكال في معقل الإمارة دخلت عمليات مكافحة الإرهاب مرحلة جديدة في مواجهة الجماعات الإرهابية، وخرجت عن الأساليب التقليدية التي تتمثل في عمليات تمشيط المعاقل وتدمير المخابىء والإشتباكات، إضافة إلى ملاحقة منفذي اعتداءات الإرهابية وتطويق المواقع مباشرة بعد وقوع العملية الإرهابية، ويجمع خبراء الأمن على أن مصالح الأمن انتقلت من مرحلة الدفاع إلى الهجوم وملاحقة الإرهابيين في معاقلهم الرئيسية وحصارهم، إضافة إلى تفعيل العمل الإستعلاماتي الذي مكّن من رصد التحركات السرية جدا لقادة التنظيم الإرهابي الذين سقطوا في كمائن بولايات مختلفة، وركزت مصالح الأمن على استهداف رؤوس الإرهاب، القواعد الخلفية، كما حققت سيطرة ميدانية بعد نشر العديد من أفراد الجيش في مناطق نشاط وعبور الجماعات الإرهابية.وتعتبر تحاليل أمنية؛ أن النتائج التي حققتها المصالح المختصة في مجال مكافحة الإرهاب، تعد الأولى من نوعها منذ اندلاع أعمال العنف في الجزائر، أسفرت عن القضاء على إرهابيين التحقوا بالجماعات الإرهابية خلال سنوات التسعينات، وكان من الصعب رصد تحركاتهم أو القضاء عليهم. سقوط إرهابيين من بقايا "الجيا" وحل اللجنة الإعلامية لأول مرة وتمكنت مصالح الأمن من القضاء على أمراء أخطر السرايا التي كانت المسؤولة عن التخطيط وتنفيذ الإعتداءات الإنتحارية ، التجنيد والإختطافات، قد يكون أبرزها سرية بوناب وسرية زموري. وكشف سقوط توفيق غازي المكنى الطاهر أمير كتيبة طارق بن زياد، وهو قائد الحرس الخاص لدرودكال، من جهة أخرى، أن العمليات العسكرية امتدت إلى حصن التنظيم الإرهابي الذي يتميز تقليديا بأنه الأكثر أمنا، وذلك لتوفر معلومات دقيقة، و يرى خبراء الأمن، أن أجهزة مكافحة الإرهاب استفادت كثيرا من الصراعات الداخلية على الزعامة وتوزيع الغنائم و المناصب، مما دفع العديد من القيادات إلى تسريب معلومات سرية للغاية، إلى عناصر الدعم لتسريبها بدورها إلى مصالح الأمن، قد يكون أبرزها القضاء على نوح أبو قتادة السلفي مسؤول التنسيق والربط وبلال النذير أبو عدنان، المرشح لإمرة منطقة الغرب، ويندرج حل اللجنة الإعلامية لأول مرة منذ تأسيسها عام 1998، في إطار اعتراف قيادة درودكال بهذا الوضع، ووجود خيانة داخلية. واللافت في حصيلة العمليات العسكرية؛ أنها تواصلت بنفس الوتيرة وفرضت قوات الجيش ضغطا كبيرا وملاحقة الإرهابيين لكن شهر أكتوبر شهدت أهم العمليات النوعية التي أسفرت عن القضاء على 4 أمراء من أخطر وأقدم قادة تنظيم درودكال؛ وهم غازي توفيق المدعو '' الطاهر'' حسين هجرس (باشاغا)، أمير سرية زموري أهم سرية في كتيبة ''الفتح، بلال النذير أبو عدنان المرشح لإمارة منطقة الغرب الجزائري، ''ل.مراد'' ( نوح أبو قتادة السلفي)، مسؤول التنسيق في التنظيم الإرهابي، وسائقه الذي يعد أهم عنصر في خلايا الدعم والإسناد. العاصمة كانت آمنة وسقوط رهانات حذيفة الجند ويلفت متتبعون للشأن الأمني الإنتباه إلى عدم وقوع أي اعتداء إرهابي خلال هذه السنة بالعاصمة، بعد أن نجحت مصالح الأمن في إحباط مخططات تنفيذ اعتداءات انتحارية في العديد من المناسبات، حيث كان المدعو عبد الرشيد عبد المومن المكنى حذيفة أبو يونس العاصمي ( حذيفة الجند)، أمير المنطقة الثانية قد أوفد العديد من المرشحين لتنفيذ عمليات انتحارية في العاصمة، لإثارة صدى إعلامي يعيد التنظيم الإرهابي إلى واجهة الأحداث، بعد سلسلة الخسائر وفقدانه أهم أمرائه، وتم بالمقابل تفكيك العديد من شبكات الدعم والإسناد التي تشكل القواعد الخلفية للجماعات الإرهابية. الإرهاب يتراجع لكنه لايزال خطيرا يشير خبراء الأمن إلى تراجع عدد أتباع التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال ( أبو مصعب عبد الودود)، ولا توجد إحصائيات رسمية عن عدد الإرهابيين النشطاء في التنظيم الإرهابي حاليا، لكن هؤلاء يستندون إلى عدد الإرهابيين المقضى عليهم مقابل تراجع التجنيد، ويفيد المختصون في المجال الأمني، أن تراجع عدد الإرهابيين لا يعني تراجع خطره ويوضحون أن الإرهابيين في قلتهم يتحركون بسهولة وبإمكانهم تنفيذ اعتداءات إرهابية في مناطق متفرقة، مما يفرض التحلي الدائم باليقظة، وحرص الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني في جميع لقاءاته بالضباط وضباط الصف والجنود، على ضرورة التجند باستمرار لإحباط المخططات الإجرامية. حتى لا ننسى .. توات وآخرون ولم يكن الوضع الأمني ليعرف هذا الإستقرار النوعي برأي العديد من المراقبين، لولا تجند مختلف أجهزة الأمن وعلى رأسها قوات الجيش، إضافة إلى انخراط المواطنين أكثر في مجال مكافحة الإرهاب، من خلال توفير معلومات عن التحركات المشبوهة، وكذلك تراجع الدعم الإسناد، وانتقل المواطنون إلى المواجهة المباشرة مع الإرهابيين، كما وقع في عملية اختطاف صاحب حانة بافليسن بتيزي وزو، وإحباط محاولة اغتيال حارس بلدي ببومرداس. في سنة 2009 ؛ سقط العديد ممن صنعوا هذا الإستقرار من مختلف أجهزة الأمن، إضافة إلى المدنيين المسلحين منهم عناصر الحرس البلدي وحراس المؤسسات والهياكل، من بين هؤلاء صقر الشرطة الشهيد طه توات رئيس الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بزموري، الذي اغتيل في كمين انتقامي، بعد أن تمكن من ضرب القواعد الخلفية للإرهاب في زموري التي تعد مركز العمليات، إضافة إلى ضباط في الجيش والدرك بالبرج، بومرداس، المدية وتيسمسيلت. أمراء سقطوا عام 2009 بن تيتراوي عمر المكنى يحيى أبو خيثمة، أمير كتيبة الفتح الناشطة على محور قورصو، خميس الخشنة، بودواو وبومرداس .بلعيد أحمد، المكنى أبو سليمان أمير اللجنة الطبّية على مستوى منطقة الوسط، وعمره 51 سنة. دليسي عيسى المكنّى أبو هشام أمير سرية ''الشام'' النشطة تحت لواء كتيبة "الأنصار" على محور شعبة العامر، بني عمران ويسر. فتحي إبراهيم المكنى أبو الهمام أمير سرية تيمزريت، التابعة إلى كتيبة "الأنصار" تازروت عمر، المكنى عبد الرحمن أمير سرية بن شود التابعة لكتيبة "الأنصار" هجرس حسين، المكنى بشاغا أمير سرية زموري التابعة لكتيبة "الأرقم "، الناشطة على محور زموري، سي مصطفى ولقاطة خليفي أمين المكنى أبو المنذر وهو الأمير الثاني لسرية زموري التابعة لكتيبة الأرقم، قطيطش رابح المكنى أبو العباس مسؤول التنسيق بين الكتائب والسريات بمنطقة الوسط، أكلي مازري المكنى أبو سفيان أمير سرية بوناب ومسؤول الإختطافات، ''أبو سرية'' أمير كتيبة الهدى أحد مهندسي مجزرة البرج، التي استهدفت أفراد الدرك الوطني، نوح أبو قتادة السلفي، مسؤول التنسيق والربط النذير بلال أبو عدنان أمير الجهة الغربية.أمراء سرايا وكتيبة، أبرزهم محمد تاجر المعروف ب"موح جاك" رئيس خلية الاختطافات وسلامي عبد القادر المستشار العسكري للتنظيم الإرهابي. 8أمراء سقطوا عام 2007 استهدفت قوات الجيش في العمليات العسكرية التي قامت بها عام 2007، أهم مدبري العمليات الانتحارية التي وقعت لأول مرة بالعاصمة في 11 أفريل 2007، ونجحت القوات الخاصة في القضاء على نواة التنظيم الإرهابي، قد يكون أبرزهم زهير حراك ( سفيان فصيلة) أمير المنطقة الثانية ومسؤول خلية الانتحاريين، إضافة إلى عبد الحميد سعداوي (يحيى أبو الهيثم) مسؤول المالية ومنسق العلاقات الخارجية، و 6 أمراء آخرين يوصفون بأنهم "المادة الرمادية " للتنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال ( أبو مصعب عبد الودود)، ويتعلق الأمر بالمدعو سيد علي رشيد المعروف ب'' علي الديس''، والمدعو ''أبو الدحداح'' المستشار العسكري، وأحد المخططين للتفجيرات الانتحارية. أهم الأمراء الذين سقطوا خلال سنتي 2007 و 2008 -زهير حراك ''سفيان فصيلة'' أمير المنطقة الثانية -عبد الحميد سعداوي يحيى أبو الهيثم'' مسؤول المالية والعلاقات الخارجية -محمد تاجر المعروف ب''موح جاك''، مسؤول خلية الاختطافات مقابل فدية -عبد الرحمن بوزقزة ''عبد الرحمن تلالي''، أمير كتيبة الفاروق - سيد علي رشيد المعروف ب'' علي الديس'' - ''أبو الدحداح'' المستشار العسكري وأحد المخططين للتفجيرات الانتحارية - قدور رمان أمير سرية الأرقم - عمران حلوان ''حنظلة''؛ العقل المدبر لإغتيال أفراد الأمن - عمر سفيان أمير سرية تيجلابين - عبدي عبدي ''حمزة'' أمير سرية الرغاية - سمير سعيود ''سمير مصعب''؛ مسؤول العمليات الانتحارية( موقوف). - عبد الفتاح بودربالة ''أبو بصير''؛ أمير سرية العاصمة ( موقوف) - نور محمد '' هارون العشعاشي''؛ أمير مكلف بالتنسيق مع كتائب الجنوب ومسؤول التمويل بالسلاح. وفرّوا معلومات هامّة عن تحركات ومخططات الإرهابيين إحصاء 35 تائبا منذ بداية السنة ..أمراء وانتحاري من بين التائبين الجدد تفيد معلومات متوفرة لدى "النهار"، أن عدد الإرهابيين الذين ينشطون تحت لواء التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال المكنى أبو مصعب عبد الودود، وسلموا أنفسهم منذ بداية السنة، يقدر بحوالي 35 إرهابيا تائبا، منهم قياديين في التنظيم و مجندين حديثا وأحدهم كان مرشحا لتنفيذ اعتداء انتحاري.وكان ينشط هؤلاء تحت لواء سرايا وكتائب، منها التابعة مباشرة لدرودكال مما يكشف أن القناعة بضرورة تطليق العمل المسلح، امتدت إلى هرم التنظيم الإرهابي، رغم الحصار والعزلة عن العالم الخارجي.واستمرت السلطات بالعمل بتدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية الذي شدد في خطاباته في العديد من المناسبات على إبقاء الباب مفتوح للراغبين في العودة، مع استمرار عمليات مكافحة الإرهاب، تلقت مختلف أجهزة الأمن تعليمات للتعامل بليونة مع التائبين الجدد وتوفير الحماية لهم عند نزولهم، واستفاد العديد منهم من الرقابة القضائية بعد تحويلهم على العدالة. وقال وزير الداخلية في هذا الموضوع، في تصريح سابق:" لقد قلنا دائما دون خفض مستوى يقظة كفاح مصالح الأمن والجيش الشعبي الوطني، أن مسألة الأمن يجب أن تكون مرفوقة بإجراءات أخرى، على غرار قانون المصالحة الوطنية الذي أعطى ثماره كالوئام المدني، الذي سمح بتوبة 6 آلاف عنصر مسلح." التائبون الجدد انخرطوا في عمليات مكافحة الإرهاب وجنبوا الجزائريين مجازر وسلم علي خليفاتي "العويس"، حلاق درودكال الشخصي الذي ينشط في كتيبة طارق بن زياد نفسه وهي كتيبة الإمارة، وكذلك ريال محمد مسؤول التجنيد رفقة المدعو دراوي عمر، كما سلم المدعو "ب.محمود" نائب أمير كتيبة "النصر" بسعيدة نفسه، بعد أكثر من 14 سنة من العمل المسلح، وقد يكون أبرز التائبين علي بن تواتي، المكنى أمين بن تميم أمير كتيبة "الأنصار" أقوى الكتائب الإرهابية، إضافة إلى مجندين حديثا أبرزهم المدعو "أ.سمير" الذي كان مرشحا لتنفيذ اعتداء انتحاري بولاية باتنة، ووفروا هؤلاء معلومات لمصالح الأمن، مكنت من إحباط مخططات إرهابية والقضاء على أمراء، و كان إرهابي سلم نفسه قد كشف لمصالح الأمن عن مخطط إرهابي، وخريطة تلغيم حقول الزيتون بمنطقة القبائل، مما جنّب العديد من الضحايا بعد تدميرها من طرف قوات الجيش.