لا يتوقف مصممو الأزياء الأوروبيون، وحتى العرب على تصميم الأزياء الأكثر غرابة، ولكن يقبل عليها الناس ما إن يعلموا أنها من تصميم هذه الشركة او تلك، او ارتداها ذلك العارض أو الممثل أو المغني، كل ذلك يجعل الزي جميلا وأنيقا في نظر البعض، حتى لو كان غريبا، بل حتى لو كان فيه مساس بالرجولة. مصطفى مهدي صحيح أنه، وكما يقول المثل الشعبي الجزائري:" ليس كل من يرتدي سروالا فهو ر جل" ولكن، ولوقت طويل كان السروال هو لباس الرجل، وكان الفستان لباسا للمرأة، وإن استولت المرأة على سروال الر جل، فلا يعني بالضرورة أن يحاول هذا الأخير الانتقام، ويرتدي مثلها فستانا، ولكن مع مصممي الأزياء كل شيء ممكن، حيث أنهم صمموا فساتين خاصّة بالرجال، متنوعة الأشكال والألوان لصائفة 2011، ولأنّ مثل تلك التصاميم تنتقل بسرعة، تماما مثل الأوبئة، فإننا قد نراها عما قريب في الجزائر، خاصّة وأنّ الكثير من المطربين المشهورين قد إرتدوها، ومثلوا بها أفلاما وصوروا بها فيديو كليبات، وهو الأمر الذي سيجعل المراهقين، من دون شك، يعجبون بتلك التصاميم، وقد يجرؤون على ارتدائها في المستقبل القريب. ولعل الآراء التي استقيناها من بعض المواطنين، جعلتنا نتأكد أن كل جديد مطلوب من طرف الشباب والمراهقين، ومنبوذ من طرف الكبار، أما سفيان، 20 سنة، فقال لنا أنه يمكن أن يرتدي تلك الألبسة التي لا يرى أنها عيبا، خاصة لباس "ويليامس" مع فرقته الشهيرة "لابك ايد بيز" والذي يرتدي ما يشبه عندنا سروال اللوبيا، يقول سفيان: "الموضة لا يمكن التحكم فيها، ولا يمكن أن نقول أن السروال للرجال، مثلا، وان الفستان خاص بالنساء، وقد كان الأمر كذلك في الأربعينيات حتى عند الغرب، ولكن الأمور تغيّرت، فالمهم عندي أن يكون اللباس محترما، وألاّ يتجاوز الشرع، ولا باس أن كان فستانا او عدا ذلك". نفس الراي قالته لنا فوزية، 27 سنة، والتي أكدت على انه ما دام اللباس محترما وليس خليعا فلا بأس، وأن أجدادنا من المسلمين كانوا يلبسون ما يشبه الفساتين القصيرة، ولكنها لم تكن كذلك، واليوم تبدو لنا غريبة، أما المرأة، وحتى المتحجبات يرتدين السراويل، وهو أمر صار عاديا، وليس غريبا على الإطلاق، فلا يجب أن نعادي كل جديد، لمجرد انه جديد". حمزة، 29 سنة، استنكر تلك الألبسة بشدة، بل ذهب إلى القول بان الهدف منها هو تدميرنا وعاداتنا وتقاليدنا، ويضيف "لكل مجتمع عاداته وتقاليده، وان أرادوا أن يرتدوا الفساتين، فليفعلوا، او ليمشوا عراة، فلا يهمني، أما أن تصل العدوى إلى بلدنا المحافظ فهذا لا، فالفساتين لم نألف أن نرى الرجال يرتدونها، ليس لأنها مخالفة للشرع فقط، ولكنها مخالفة للعادات، وكل غريب وجب الوقوف عنده، وتأمله، والتفكير فيه، فكفانا انسلاخا عن هويتنا، وكل ما يربطنا بتقاليدنا، فلتكن لنا أزياؤنا الخاصّة بنا إن أردنا أن نجدد".