معاناة مخيمات اللجوء السورية تتفاقم ومناشدات بالتدخل مليون طفل لاجئ بالمخيمات مهددون بالبرد تتجدد معاناة مخيمات اللجوء حول سوريا كل عام في فصل الشتاء دون تلبية للحد الأدنى من متطلبات العيش ومواجهة البرد القارس الذي أصبح يهدد حياة العشرات من الأطفال والنساء وكبار السن. ومخيمات عرسال اللبنانية واحدة من أوجه هذه المعاناة وأطلقت مناشدات تلو الأخرى مع اقتراب العواصف التي تهدد أكثر من مئة عائلة بالطرد إلى جانب حاجة المخيمات إلى أشكال المساعدات كافة بحسب ما ذكره نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي. وطالب النشطاء المنظمات الإنسانية والدولية كافة بالتحرك من أجل مساعدة النازحين السوريين في هذه المخيمات لافتين إلى أن بلدة عرسال اللبنانية تحتوي على أكثر من 120 مخيما للاجئين السوريين . ولا يختلف الحال كثيرا في مخيمات أطمة بريف إدلب على الحدود السورية التركية. وسلّط فيلم تسجيلي معاناة السوريين في مخيمات اللاجئين في لبنان في فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للتصوير إكسبوجر مجسدا مأساة النازحين السوريين وحياتهم اليومية التي يعيشونها في خيام مصنوعة من أقمشة لا تحميهم من حرارة الصيف أو برودة الشتاء القارس. كما استعرض آمال الأطفال وأحلامهم بالعودة إلى وطنهم وحياتهم السابقة في أجواء من السلم والأمان. وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان دعا مؤسسات المجتمع الدولي والمؤسسات الإغاثية الإقليمية والدول الغنية إلى التحرك العاجل لإغاثة اللاجئين والنازحين السوريين في المخيمات المؤقتة في كل من الشمال السوري ومخيمات اللاجئين في تركيا والأردن ولبنان والعمل على تعزيز الإجراءات المتخذة لتفادي مخاطر موجات البرد القارس المتوقع أن يلمّ باللاجئين من سوريا وحذّر من التداعيات الكارثية لذلك خصوصا على الأطفال. ووجه المرصد نداءه إلى مؤسسات الأممالمتحدة وبشكل خاص المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة اليونسيف فضلا عن المؤسسات الإقليمية المعنية بما فيها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للعمل على إغاثة اللاجئين واتخاذ إجراءات للحد من معاناتهم. وحذر من أن مئات الآلاف من اللاجئين يسكنون في خيام غير مجهزة لمواجهة موجات البرد والصقيع التي يتوقع أن تضرب المخيمات التي يشكل الأطفال الجزء الأكبر من ساكنيها من اللاجئين فيما هم الأكثر عرضة لمخاطر البرد القارس في ظل ضعف بنيتهم وعدم حصولهم على التغذية والرعاية الطبية الملائمة. وفي مخيم الركبان للاجئين السوريين يعيش اللاجئون وضعا كارثيا وظروفا معيشية وصفت بأنها مريعة بحسب ما صرحت به المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا الخميس. وأشارت إلى عدم توفير الغذاء الصحي والأدوية والرعاية الصحية في المخيم إلى جانب تراكم النفايات وانعدام قنوات الصرف الصحي وانتشار الجريمة والعنف . الموت بردا في السياق ذكرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة يونيسف أن أكثر من مليون طفل يعيشون بالمخيمات والملاجئ المزدحمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مهددون بالبرد وقد يواجهون عواقب وخيمة إن لم يتلقوا المساعدة لحمايتهم من أحوال الطقس المتجمدة. وقالت المنظمة في بيان صحفي إنه باجتياح الطقس البارد والأمطار منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فإن حوالي مليون طفل من المتضررين من الأزمات في المنطقة مهددون بالتعرض للبرد . وأضافت أن انخفاض درجات الحرارة سيجلب المزيد من الصعوبات لآلاف العائلات التي تعيش في ظروف تقتصر على الأساسيات القصوى للحياة خصوصا في المخيمات أو الملاجئ المزدحمة حيث لا يجدون ما يحميهم من البرد القارس إلا القليل . وتابعت المنظمة: في الشتاء الماضي توفي طفلان نتيجة البرد بينما كانا يحاولان الفرار من الحرب في سوريا إلى لبنان بحثا عن الأمان . وبحسب البيان تهدف اليونيسف هذا الشتاء إلى تزويد 1.3 مليون طفل في سوريا والعراق والأردن ولبنانوتركيا ومصر بملابس دافئة وبطانيات حرارية والمياه والصرف الصحي والصحة ولوازم النظافة وتقديم المساعدات النقدية للعائلات . وأشارت المنظمة إلى أنها تواجه فجوة تمويلية تبلغ 33 مليون دولار أميركي أي حوالي ثلثي إجمالي المبلغ الذي تسعى للحصول عليه وذلك لتقديم مساعدات لفصل الشتاء . ونقل البيان عن المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خِيرْت كابالاري قوله إن سنوات من النزاع والنزوح والبطالة أدت إلى انخفاض الموارد المالية للعائلات إلى الصفر تقريبا وأصبح الحفاظ على الدفء أمرا لا يمكن الحصول عليه . وأضاف أنه بسبب قلّة الغذاء والرعاية الصحية يعاني الأطفال من الضعف وباتت أجسادهم عُرضة لانخفاض حرارة الجسم ولأمراض الجهاز التنفسي الخطيرة لافتا إلى أنه لم يتلقَ هؤلاء الأطفال المساعدة لحمايتهم من أحوال الطقس المتجمدة فمن المحتمل أن يواجهوا عواقب وخيمة .