فتحت أمس محكمة جنايات العاصمة ملف ما يعرف بأكبر فضيحة اهتز لها ميناء الجزائر سنة 2009 والتي تورط فيها طاقم الباخرة التجارية ابن سينا على خلفية محاولتهم تصدير 25 كلغ من المخدرات نحو بلجيكا مقابل 7500 أورو، حيث أجاب المتهمون الثمانية من بينهم "ب·ر" قبطان السفينة على أسئلة القاضي فيما يتعلق بجنايتي تكوين جمعية أشرار ومحاولة التصدير بطريقة غير مشروعة للمخدرات والمشاركة في تكوين جمعية أشرار وجنحة حمل ونقل المخدرات وعدم التبليغ عن جناية· وقد تميزت جلسة محاكمة كل "ب·ر" 54 سنة، ربان الباخرة التجارية ابن سيناء التابعة لشركة لاكنان إضافة إلى ثلاثة بحارة على رأسهم "ف·ي" 55 سنة، رئيس طاقم الباخرة، و"م·م" سائق رافعة بالميناء، وثلاثة متهمين من خارجه التي استمرت إلى ساعة متأخرة من نهار أمس بإنكار المتهمين للجرم المنسوب إليهم، حيث استهلت هيئة المحكمة الجلسة باستجواب المتهم "ع· أرزقي" عامل سابق بالميناء باعتباره الوسيط بين بارون المخدرات والبحارة، حيث نفى ما نُسب إليه مصرحا أنه لم يتلق أي اتصال هاتفي من المدعو مرزاق بغرض تسهيل عملية تصدير كمية من المخدرات إلى بلجيكا وأنه تفاجأ بالاتهامات الموجهة إليه وأنه لم يتلق أي مبلغ مالي مقابل الخدمة المعروضة، فيما نسب إليه حسب قرار الإحالة أنه تسلم 10 آلاف دينار عن كيلوغرام من المخدرات المراد تصديرها وأنه تمكن من إقناع سائق الرافعة بنقل المخدرات إلى الباخرة، كما اتفق مع البحار "م·م" على إخفاء الكمية بالباخرة وتولي نقلها إلى بلجيكا· وتتلخص وقائع القضية التي سبق لأخبار اليوم نشر تفاصيلها إلى أنه ليلة رأس السنة الميلادية 2009 وقع بحار على متن الباخرة، ما استدعى نقله إلى المستشفى وهناك طلب من ربان الباخرة مساعدته لإخفاء 25 كلغ من المخدرات متواجدة بغرفته كان بصدد نقلها على متن الباخرة إلى ميناء ارونفارس ببلجيكا لكي يسلمها إلى شخص يدعى مرزاق يعمل ضمن شبكة دولية لترويج المخدرات، غير أن مصالح الأمن تمكنت من تفكيك العملية· وقد أفاد رئيس طاقم الباخرة "ف·ي" عند استجوابه أنه بتاريخ 22 ديسمبر، وعلى مستوى عنبر الباخرة، سقط المدعو "م·م"من السلم، ووجده زميله الربان "ب·ر" ملقى على الأرض متأثرا بجروح خطيرة، وتم عندها طلب الإسعاف لينقل الجريح إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة وعند زيارة الربان للبحار "م·م" بالمستشفى طلب منه هذا الأخير مساعدته بخصوص كمية من المخدرات قدرها 25 كلغ والمخبأة بغرفة نومه بباخرة ابن سيناء، حيث كان جزء منها بين السرير وجدار الغرفة، وجزء آخر مخبأ بإحكام داخل خزانة ملابسه، فيما كان جزءا آخر بين مقعد الغرفة والجدار وإخراجها من الغرفة تفاديا لاكتشافها من طرف البحار الذي سوف يخلفه بالغرفة، وإخفائها بأي مكان بالباخرة ونقلها معه إلى ميناء "رونفارس" ببلجيكا، حيث أخبره أن شخصا سوف يكون بانتظاره هناك لاستلامها، وهو الشيء الذي رفضه الربان كما أنه رفض طلبه منه رميها في البحر· من جهته، ربان الباخرة صرح أن البحار عرض عليه 300 أورو للكيلوغرام الواحد من المخدرات التي طلب منه نقلها إلى بلجيكا، وأمام إصراره على الرفض، قام البحار "م·م" بربطه هاتفيا بشخص يدعى مرزاق، قائلا له إنه صاحبها· الربان الذي اعترف أنه تحدث إلى المدعو مرزاق بطلب من هذا الأخير، حيث عرض عليه نفس الصفقة، وأخبره أن شخصا يعمل بالميناء سيتسلمها منه في اليوم الموالي، ويتعلق الأمر بالمتهم المدعو "م·م" سائق رافعة بالميناء، وعليه قام الربان بإخراج كمية المخدرات من غرفة البحار· كما تمت متابعة المدعو "ب·خ"، والمسبوق قضائيا في قضايا مماثلة، والمعروف لدى مصالح الأمن بامتهانه الاتجار غير المشروع بالمخدرات والذي تبين أنه صاحب الكمية المتابع من أجلها الربان وباقي المتهمين·