يبدو أن نقص فرص الزواج في الوقت الحالي وتضاؤلها جعل البنات يرين أن الحلم به أو مجرد خطبتهن حلم بعيد المنال حتى صرن يصبن بجنون متقطع وبنوبات هستيرية بعد وصولهن إلى ذلك الحلم الذي تحلم به أي فتاة وكذلك أي شاب في الوقت الحالي بالنظر إلى الصعوبات التي باتت تواجه الطرفين لدخول ذلك المعترك ومواجهة عقبات الحياة الصعبة· ذلك ما حدث لشابة في العشرينيات في الآونة الأخيرة والتي تداولت قصتها أو المأساة التي تعرضت إليها المسكينة على الألسن، بحيث بعد حبها الجنوني لشاب كان يقطن بذات الحي الذي تسكنه والذي لم يعر حبها له بأدنى اهتمام في بادئ الأمر لكن مع الأيام بدأ يرمقها بنظرات لتتبعها ابتسامات إلى أن جاء ذلك اليوم الموعود الذي بعث فيه الشاب أمه إلى بيت الفتاة، وتم استقبالها لتحديد يوم رسمي لخطبتها وبالفعل تمت مراسم الخطبة ولكن وبعد فترة وجيزة ظهرت على تلك الفتاة تصرفات غريبة بعد أن غمرها الفرح وتحول إلى انفعالات وهيجان والإصابة بنوبات عصبية فقدت فيها الشهية للأكل وذهب عنها النعاس، بعدها ركض أهلها إلى الرقاة إلا أن الخطوة لم تجدهم نفعا ونصحوا بضرورة أخذها عند مختص في الأمراض العصبية· وتبقى تلك الفتاة إلى حد كتابة هذه السطور على تلك الحالة وتخوف أهلها ومعارفها من احتمال فسخ الخطوبة من طرف العريس وأهله بعد سماعهم بما حل بالمسكينة التي لم تكتمل فرحة اقترانها مع من أحبته واختارته شريكا لحياتها لولا الظروف الصعبة التي حلت بها· إلا أن الواقع كشف استمرار تلك العلاقات حتى بعد كشف العريس الحقيقة وهي حالات نادرة حيث يحكى في أحد مناطق الغرب الجزائري أن إحدى الفتيات جنت بعد خطبتها وعقد قرانها مع عريسها، ولم يبق إلا الدخول بها إلا أنها في تلك الفترة تعرضت إلى نوبات هستيرية حادة وحالات صرع وإغماء وحتى حالات هيجان حتى راود أهلها شكوك حول تعرضها إلى أعمال سحر من بعض الحاقدين، لكن العريس ورغم تحريض أهله بتركها مرارا إلا أنه أبى إلا استكمال المسيرة والعهد الذي قطعه معها إلى آخر لحظة من عمره خاصة وأنه أقنع أهله أنه لم يعرفها في تلك الحالة وكانت في حالة جيدة، ومن العار تركها والزيادة في مأساتها في وقت هي في أمس الحاجة إليه ولوقوفه بجنبها، وبالفعل لم يتركها واستكمل معها مسيرة العلاج والرقية الشرعية إلى أن عفيت من مرضها، وهي اليوم أم لأربعة أبناء وتنعم بصحة جيدة· وفي هذا المقام نطرح القضية التي لطالما تكررت عند بعض الرجال والمتعلقة بإسراع بعض الشبان سامحهم الله أو حتى الأزواج إلى الاستغناء عن خطيباتهم أو زوجاتهم لمجرد ظهور مرض بسيط أو عارض وهو الأمر الذي يزيد من التأثير النفسي على هؤلاء بدل مساعدتهن والوقوف بجانبهن في تلك المصائب التي حلت بهن، والتي لا يد لهن فيها فهي تبقى ابتلاءات من المولى عز وجل، ونتساءل في نفس الوقت هل هم ضمنوا سلامتهم ومعافاتهم طول العمر، فمن الممكن جدا أن يرفع الله عن المرأة كربها ويصاب به الرجل، في ذلك الوقت سيدرك أن ذلك هو جزاء له بما فعله في بنات الناس·