قال شاهد عيان إن آلاف السوريين تظاهروا في إحدى ضواحي دمشق الليلة قبل الماضية مطالبين بإسقاط النظام في أكبر احتجاج في ضواحي العاصمة السورية منذ الحملة الأمنية التي بدأت قبل ثلاثة أسابيع. وقام المتظاهرون بمسيرة ليلية في ضاحية سقبا خلال جنازة أحمد عطية وهو متظاهر عمره 26 عاما توفي متأثرا بجروح أصيب بها عندما أطلقت قوات الأمن النار على محتجين يطالبون بالديمقراطية في دمشق الشهر الماضي. وقال شاهد العيان إن المظاهرة نظمت ليلا لتفادي الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذ خلال النهار. من جانبه، أعلن مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان، أمس الثلاثاء، أنه راسل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وطلب منها الضغط على الحكومة اللبنانية حتى لا تسلم الجنود السوريين الذين فروا من سوريا إلى الأراضي اللبنانية. وقال مدير المركز ل"العربية" إن الحكومة السورية تقدمت بطلب رسمي إلى الحكومة اللبنانية بتسليم الجنود الثلاثة، وإن بيروت تدرس الطلب. وأشارت معلومات سابقة إلى أن أربعة جنود سوريين كانوا يؤدون الخدمة العسكرية في تلكلخ ورفضوا الإذعان للأوامر بإطلاق الرصاص على المدنيين وفروا مع الأهالي إلى منطقة وادي خالد اللبنانية الحدودية، ولقي أحدهم مصرعه أثناء عملية الفرار. كما أفادت مصادر ل"العربية" في الشمال بأن الجنود السوريين الثلاثة مازالوا في عهدة القوى الأمنية اللبنانية ولم يتم تسليمهم بعد. وفي اتصال هاتفي استيضاحي أكد الخبير القانوني الدكتور شفيق المصري أن للقادمين الى لبنان الحق في طلب اللجوء السياسي عبر المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تبلغ السلطات، ولم يتم التأكد بعد ما إذا طلب هؤلاء الجنود حق اللجوء السياسي لدى السلطات اللبنانية. وأضاف الخبير القانوني أن اتفاقية لبنانية - سورية في عام 1951 نظمت عملية تبادل المطلوبين لكن القوانين الدولية تتخطى هذه الاتفاقات في حال اللجوء السياسي أو الخطر الذي قد يتعرض له مَنْ يتم تسليمهم. وبالنسبة لحالة الجنود الموجودين الآن لدى السلطات فبإمكان السلطات اللبنانية تسليمهم، ولكنها غير ملزمة قانوناً بسبب المعاهدة بين البلدين لأن هؤلاء ليسوا مطلوبين ولا متهمين بجرائم وإنما هربوا من مكان خطر. فإذا طلبوا اللجوء السياسي بإمكان الدولة اللبنانية تأمين ذلك لهم. قال خالد الخلف، رئيس المجلس الإقليمي لدعم الحريات في واشنطن، إن المجلس وشخصيات عدة تواصلت مع منظمات دولية وخاطبت مفوضية شؤون اللاجئين في الأممالمتحدة للحيلولة دون تسليم الحكومة اللبنانية الجنود السوريين الذين دخلوا لبنان إلى الحكومة السورية لأنهم سيقتلون هناك. وكانت نيران قد أطلقت من الداخل السوري على الأراضي اللبنانية عند جسر العريضة الحدودي، وأصيب عدد من الأشخاص. وفي الوقت نفسه، وصل مئات السوريين الى منطقة الدبابية الواقعة على مسافة نحو 30 كيلومتراً من معبر البقيعة غير الرسمي الذي سلكه آلاف السوريين خلال الأسابيع الماضية للوصول الى لبنان. وفي سياق متصل، قال حقوقيون إن عشرات الدبابات دخلت منطقة ريفية قرب الحدود اللبنانية وانتشرت حول بلدة قرب معبر جسر القمار الحدودي مع شمال لبنان.