شدد الاتحاد الأوروبي العقوبات على سوريا خلال اجتماع وزرائه في بروكسل بفرض عقوبات على الرئيس بشار الأسد ومسؤولين آخرين في إطار زيادة الضغط على حكومته لإنهاء »قمع« السلطات للمتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام، وفق ما ذكر دبلوماسيون أوروبيون. واتفق وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد أثناء اجتماع في بروكسل على إضافة مسؤولين سوريين بينهم الأسد لقائمة من تشملهم القيود التي يفرضها الاتحاد على السفر إلى أي من دول التكتل الأوروبي وتجميد أصوله في أوروبا. وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين إن هناك قبولا من الناحية الفنية لهذا الإجراء، مشيرا إلى أن الوزراء سيجرون المزيد من المناقشات. وإلى جانب الرئيس السوري، ينتظر تطبيق هذه العقوبات بحق تسع شخصيات قيادية أخرى في النظام السوري. وتأتي هذه العقوبات في إطار احتجاج الاتحاد الأوروبي على قمع قوات الأمن السورية للمظاهرات المعارضة للنظام. وكان الاتحاد قد فرض عقوبات قبل أسبوعين بحق 13 شخصية قيادية في النظام السوري. كما يأتي القرار الأوروبي بعد فرض الولاياتالمتحدة عقوبات مشابهة على الرئيس السوري ومسؤولين آخرين في نظامه. وفي تطور متصل بردود الفعل الدولية أعربت منظمة المؤتمر الإسلامي أول أمس عن أسفها ل»تفاقم« العنف في سوريا، ودعت إلى »الحوار« لتفادي »خروج الأمور عن السيطرة ويعرض أمن واستقرار البلاد إلى المزيد من المخاطر«. ودعت المنظمة الإسلامية »قوات الأمن لضبط النفس والامتناع عن استهداف المدنيين الأبرياء«، كما أكدت »ضرورة تغليب المصلحة العليا للبلاد واستقرارها من خلال الحوار والإصلاحات التي وعدت بها القيادة السورية لضمان الأمن والاستقرار وتطلعات الشعب السوري في الديمقراطية والحكم الرشيد«. وتأتي هذه التطورات السياسية في وقت قال شهود عيان إن آلاف السوريين طالبوا خلال جنازات المحتجين أول أمس بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد. وقال ناشطون إن محتجين خرجوا إلى الشوارع في بلدة الميادين الشرقية بعدما أحرق ناشط عمره 17 عاما نفسه حتى الموت يوم الجمعة الماضية. وذكر ناشط حقوقي أن محمد أكرم التومة أشعل النار في نفسه في بلدة الميادين الشرقية يوم الجمعة الماضية بعد أيام من إطلاق سراحه بعد احتجازه لدى ضباط أمن الدولة. وفي مدينة سقبا في ريف دمشق قال شهود عيان إن أكثر من عشرة آلاف شخص شاركوا في تشييع أحد الضحايا، وردد المتظاهرون هتافات تدعو إلى إسقاط النظام، ولم تتدخل قوات الأمن لفض المظاهرة. وفي حمص وسط سوريا قال شهود عيان إن الحاضرين في صلاة الجنازة بمسجد النور في المدينة رددوا هتافات مطالبة برحيل النظام في جنازة ستة من 11 شخصا قالت جماعات حقوقية إنهم قتلوا بأيدي أجهزة الأمن السبت الماضي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره بريطانيا- إن لديه أسماء 863 مدنيا قتلوا برصاص قوات الأمن السورية منذ اندلاع الاحتجاجات قبل عشرة أسابيع.