اللقب لشباب قسنطينة والكأس لاتحاد بلعباس إقالة ماجر وتعويضه ببلماضي في واجهة أحداث 2018 بانتخاب عبد الكريم مدوار على رأس رابطة كرة القدم المحترفة وتعيين جمال بلماضي كناخب وطني مرورا بتتويج شباب قسنطينة بلقب البطولة الذي غاب عن خزائنه لمدة 21 سنة يمكن القول أن سنة 2018 حملت - رغم فتورها - بعض المستجدات على الساحة الكروية الجزائرية التي شابتها كالعادة أحداث عنف مؤسفة ما فتئت تأخذ مع مرور الوقت أبعادا مقلقة. فبعد حوالي 20 شهرا من قدوم خير الدين زطشي على رأس الاتحادية الجزائرية (فاف) لم تشهد الكرة الجزائرية تغييرات ملموسة في منظومة كروية تحتاج للكثير من الإصلاحات على حدّ تقدير المتتبعين والعارفين بشؤون الساحرة المستديرة في الجزائر التي لم تعد قادرة على سحر أي كان ولا يزال مشروع الاحتراف فيها يحتاج إلى الكثير من الصرامة من أجل تجسيده على أرض الواقع بعيدا عن التنظير والشعارات. بعد أربع هزائم متتالية إقالة رابح ماجر شهدت السنة الجارية 2018 التي سنودعها بعد سويعات من ألان إقالة المدرب رابح ماجر بعد أربع هزائم متتالية حصدها الخضر الأمر الذي حول ماجر إلى محل سخط الجماهير الجزائرية وطالبوا برحيله وهو ما استجاب إليه زطشي عقب الهزيمة المهينة التي تعرض لها زملاء رياض محرز أمام المنتخب البرتغالي بلشبونة بثلاثية نظيفة. وقد تصدرت إقالة المدرب رابح ماجر من على رأس الجهاز الفني للمنتخب الجزائري عناوين الصحف وظلت مادة دسمة لجميع وسائل الإعلام حيث لم يسلم من انتقادات الجميع منذ تعيينه وحتى رحيله لا سيما أن أداء ونتائج الخضر تراجعت معه بشكل رهيب بالإضافة إلى تمرد اللاعبين. كما صنع صاحب الكعب الذهبي الحدث بتصريحاته وهجومه على رجال الإعلام. بعد اخذ ورد زطشي يختار بلماضي مدربا للمنتخب الوطني الأول من بين ابرز المحطات الفارقة في مجريات سنة 2018 يبقى تعيين القائد الأسبق للخضر جمال بلماضي شهر أوت الماضي على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني خلفا لرابح ماجر المقال من منصبه بسبب سوء النتائج الحدث الأبرز في السنة التي توشك على النهاية. عقب تعيينه كناخب وطني عبر بلماضي (42 سنة) الذي سبق له تقمص ألوان المنتخب في 20 مناسبة سجل خلالها خمسة أهداف عن سعادته الكبيرة وافتخاره بالعودة إلى الجزائر من بوابة تدريب الفريق الوطني. وقد اعتبر رئيس الاتحادية أن بلماضي يعد بحق رجل الوضعية و الشخص الأنسب الذي يملك أدوات إعادة قاطرة الخضر إلى السكة الصحيحة وهي المهمة التي فشل فيها في فترة قصيرة المدربان اللذان اختارهما زطشي لقيادة الخضر من قبل (لوكاس ألكاراز ورابح ماجر). وتحت قيادة اللاعب السابق لأولمبيك مرسيليا استعاد المنتخب الوطني في وقت وجيز بعض معالمه وتمكن من اقتطاع تأشيرة تأهله -قبل الأوان- إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 (من 15 جوان إلى 13 جويلية) والتي سيعلن عن مكان إقامتها يوم 9 جانفي المقبل عقب قرار الكونفدرالية الإفريقية سحب التنظيم من الكاميرون. الرابطة المحترفة سحب الثقة من قرباج ومدوار لخلافته بتاريخ 21 جانفي أعلنت الفاف سحبها لمهمة تسيير بطولات كرة القدم المحترفة من مجلس إدارة الرابطة وهو القرار الذي أسفر عنه وضع حد لمهام محفوظ قرباج المنتخب على رأس هذه الهيئة في جويلية 2011 والذي كانت عهدته لا تزال ممتدة إلى غاية 2019. بعد يومين من هذا التاريخ نصبت الاتحادية الجزائرية مكتبا مؤقتا لتسيير شؤون الرابطة تطبيقا للقرار الذي اتخذه المكتب الفيدرالي القاضي بسحب تفويض تسيير البطولة من مجلس إدارة الرابطة برئاسة قرباج. و اشتد الصراع في تلك الفترة بين الاتحادية والرابطة بسبب ما اسمته الهيئة الفيدرالية ب خرق الرابطة للقرار القاضي بمنع الأندية التي تفوق ديونها (في لجنة تسوية النزاعات) مبلغ 10 ملايين دينار من القيام بانتدابات خلال فترة الانتقالات الشتوية بعد سماحها لوفاق سطيف (الموجود في قائمة الفرق الممنوعة من الانتدابات) باستخراج الإجازات وهو الأمر الذي برره قرباج بالإجراء الاستثنائي من أجل تمكين الوفاق من خوض غمار الدور التمهيدي لرابطة الأبطال الإفريقية بتعداد مناسب. وعرفت العلاقة بين رئيس الرابطة ونظيره في الاتحاد الجزائري فتورا ملحوظا منذ انتخاب زطشي على رأس الهيئة الكروية الأولى في الجزائر في مارس 2017 لدرجة أن الهيئة الفيدرالية طالبت من قرباج توضيح سبب غياباته المتكررة عن اجتماعات المكتب الفيدرالي . بعد الطلاق بين قرباج والاتحادية أبدت عدة أسماء نيتها ورغبتها في خلافة الرجل لكن النجاح كان في النهاية حليف الناطق الرسمي السابق لأولمبي الشلف عبد الكريم مدوار الذي انتخب على رأس الرابطة يوم 21 جوان الماضي متقدما على منافسيه عز الدين أعراب ومحمد المورو ومراد لحلو. ولم تكن مهمة مدوار في الأشهر الأولى من توليه مقاليد الرابطة سهلة وسلسة ويمكن القول أن الأزمة التي طفت على السطح بعد تأجيل الرابطة لقمة الجولة ال13 بين اتحاد الجزائر وشبيبة القبائل بثلاثة أيام كانت الأشد وقعا عليها وفجرت شحنة من الغضب على مستوى المكتب التنفيذي. و ندد خمسة من أصل ستة أعضاء من هذا المكتب بالقرارات التي وصفوها بغير الصائبة و الأحادية لمدوار منذ توليه رئاسة الرابطة من خلال تجميد نشاطهم ما أجبر رئيس الفاف على التدخل واستدعاء المعنيين لاجتماع طارئ بعد يومين من أجل احتواء الوضع. بداية الموسم الحالي لم تكن رحيمة كثيرا بشباب بلوزداد قبضة حديدية بين الأندية والهيئات المسيرة لا يختلف اثنان أن بداية بطولة الرابطة المحترفة الأولى 2018-2019 لم تكن رحيمة كثيرا بشباب بلوزداد الذي أنهكته المشاكل ووجد نفسه مجبرا على دفع غرامة هذه الصعوبات بإعلانه خاسرا على البساط بقواعده (3-0) بعد غيابه أمام جمعية عين مليلة بسبب ديونه العالقة وقد كان لهذه العقوبة وقعها المرّ على الشباب الذي خصمت منه ثلاث نقاط. وعموما يمكن القول أن مرحلة الذهاب من بطولة هذا الموسم قد اتسمت على وجه الخصوص ب القبضة الحديدية بين رؤساء بعض الأندية والهيئات المسيرة للمنافسة (الاتحادية والرابطة) حيث تخص الحادثة الأولى اتحاد عنابة الذي وجه رئيسه عبد الباسط زعيم اتهامات مباشرة لزطشي ومدوار بسبب قضية الديون العالقة للاعبين سابقين وهي الديون التي قد تكلفه خصم ثلاث نقاط. ففي الوقت الذي منحت فيه الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مهلة لغاية نهاية الموسم لاتحاد عنابة من اجل تسديد ديونه أعلنت الرابطة أنها تمهل إدارة فريق بونة مدة 15 يوما ابتداء من تاريخ 5 نوفمبر لتسوية الديون العالقة. و أمام هذا الانسداد في معالجة القضية لم يتوان زعيم في تهديد رئيس الاتحادية خير الدين زطشي بالتصعيد قائلا : إذا قمتم بخصم ثلاث نقاط من رصيد اتحاد عنابة سنجد أنفسنا مجبرين على تقديم شكوى على مستوى الاتحادية الدولية (فيفا) التي ستقوم بمعاقبة الفاف ليكون بذلك المنتخب الوطني والأندية هي الضحية باعتبار أنها ستحرم من المشاركة في المنافسات الدولية لمدة سنتين . وبهذا الخصوص أضاف رئيس اتحاد عنابة : اطلب من رئيسي الاتحادية والرابطة التكفل بدفع هاته الديون لأنهم هم من كانوا وراء كل هذه المشاكل. في كل الأحوال أنا لن أسدد أي سنتيم لتعلن بعدها الرابطة تحويل هذه القضية إلى لجنة فض النزاعات. بسبب قرار الرابطة تأجيل اللقاء بيوم واحد قضية اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل وبعيدا عن مشكل الديون برزت في الساحة قبضة حديدية أخرى بسبب تأجيل مقابلة الجولة ال13 من عمر البطولة بين اتحاد الجزائر وشبيبة القبائل (1-0) ب24 ساعة وهو التأجيل الذي لم يعجب رئيس الكناري شريف ملال الذي اتهم مدوار بقيادة حملة ضدّ فريقه. وقد كلفته هذه الانتقادات اللاذعة عقوبة سنة كاملة منها ستة اشهر غير نافذة قبل أن تخفض فيما بعد لثلاثة أشهر غير نافذة. بعد 15 يوما حرص عبد الكريم مدوار على تهدئة الأوضاع قائلا : بصفتي المسؤول الأول في الرابطة فإنني تعمدت عدم الانسياق والرد على الاتهامات التي طالت شخصي من طرف رئيس هذا الفريق (...) ففريق شبيبة القبائل يبقى كبيرا يملك تاريخا حافلا ومن يعتقد أن لدى مدوار أي مشكل مع الشبيبة فهو مخطئ . بطلها الحكم شارف مهدي عبيد التحكيم في قفص الاتهام حظي سلك التحكيم كذلك بنصيبه الوافر من النقد حتى على الصعيد القاري بسبب مستواه. فبتاريخ 2 نوفمبر المنصرم مر الحكم الدولي مهدي عبيد شارف جانبا خلال ذهاب نهائي رابطة الأبطال الإفريقية لكرة القدم بين الأهلي المصري والترجي الرياضي التونسي (3-1) حيث أثار تحكيم الجزائري الذي منح ضربتي جزاء . وصفتا بالخيالية للمحليين ثورة وغضب إدارة النادي التونسي خاصة وأن الحكم استند في قراراته على تقنية الفار (إعادة مشاهدة اللقطة بالفيديو). وبعد أيام قليلة من هذه المقابلة أعلنت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف) توقيف عبيد شارف مؤقتا ليحرم من المشاركة في إدارة مونديال الأندية الذي أقيم بالإمارات العربية المتحدة في الفترة الممتدة من 12 إلى 22 ديسمبر. وفي إحدى خرجاته الإعلامية حرص رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على تقديم دعمه للحكم الدولي عبيد شارف قائلا أن هذا الأخير لم يؤد مقابلة ممتازة لكن الأخطاء التي ارتكبها واردة في لعبة كرة القدم ولن تنال أبدا من مكانته وتميزه في التحكيم سواء على الصعيد الوطني أو الدولي .