كشف المجاهد أحمد دالي المدعو حميد دالي، في حديث مع "أخبار اليوم" أسرار بعض القضايا التاريخية التي أثيرت في الفترة الماضية، منها الصراع بين ياسف سعدي ولويزة إيغيل أحريز، وعاد إلى كشف بعض الملابسات التي عرفتها مرحلة هامّة من تاريخ بلادنا الذي تحوّل في الآونة الأخيرة إلى وسيلة لتصفية بعض الحسابات· حميد دالي هو مجاهد نشط في المنطقة الحرّة من سنة 1954 إلى سنة 1957، قبل أن يلتحق بجيش التحرير الوطني للولاية الرّابعة، المنطقة الأولى، النّاحية الأولى، وكان أيضا في أوّل مجموعة مسلّحة في القصبة· وكنّا قد أنجزنا حوارا طويلا مع الرجل حول حياته النّضالية، وتوقّفنا عند ما قاله لنا عن خيانة ياسف سعدي الذي كان يتعامل معه، خيانته للوني أرزقي وتسبّبه في إعدامه من طرف فرنسا· حيث أنه عندما تمّ القبض على المجاهد لوني أرزقي أرسل من السجن أخاه الوناس لوني وحارس سجن اسمه مجر، وهو الجزائري الوحيد الذي كان في رواق المحكوم عليهم بالإعدام، جاءا لينفّذا خطّة يتمكّن فيها لوني أرزقي من الهرب، وذلك بإدخال السلاح إلى السجن، أي أن لوني كان قد دبّر كلّ شيء ولم يبق سوى السلاح الذي من المفترض أن يرسله ياسف سعدي، لكن هذا الأخير لم يفعل، بل كانت ردّة فعله غريبة إذ طرد أخ لوني أرزقي وطلب منه ألاّ يعود إلى المكان، وهو الأمر قال لنا حميد دالي الذي كان شاهدا على الواقعة، هو الأمر الذي ليس له مبرّرا، والذي يعتبر خيانة في حقّ مجاهد مثل لوني أرزقي الذي أعدم بعدها من طرف فرنسا في السجن· وقد استعدنا مع السيّد حميد دالي تلك الحادثة، وكذلك الاتّهامات التي وجّهها ياسف سعدي مؤخّرا ل "لويزة إيغيل أحريز" قائلا إنها لم تكن في يوم من الأيّام مجاهدة، وأنها ليست إلاّ كاذبة، يقول محدّثنا: "لا يمكن أن يتحدّث عنها بهذا الشّكل، ثمّ كيف له أن يتعرّف على كلّ المجاهدين وهم يعدّون بالآلاف؟ فليصمت لأن الحديث عن تلك المرحلة لن يكون في صالحه"· وعندما طلبنا من محدّثنا استفسارات أكثر، أجابنا بصراحته المعهودة: "ياسف سعدي كان في سركاجي مع بيطاط، واتّفق مع الفرنسيين على الخروج مقابل أن يعمل حركيا معهم، وعاد إلى العاصمة وحكم عليه النّظام بالموت، وذهب إلى صهره وصارحه بما اتّفق عليه مع الفرنسيين، أي كان فيه شيء من الصدق وقتها، لكن فعلا تحوّل إلى حركي ومعه زهرة ظريف· وعن كون سعدي قد خان علي لابوانت وحسبية بن بوعلي وغيرهما من المناضلين قال: "الجميع يؤكّد هذا، مناضلون وحتى فرنسيون، الكاتب إيف كوريي قال هذا، وجاك دي شومان أيضا" ثمّ يضيف: "لم يتمّ تعذيبه أبدا ويتحدّث عمّا وقع للمجاهدة إيغيل أحريز، ويقول "إن عمّي كادري كان حركيا، هذا غير معقول"، ويضيف في خضّم الحديث: "حتى فيلم معركة الجزائر مزيّف، ولا أحد كان خائنا للثورة ولأصدقائه مثل ياسف سعدي"· كما تحدّث الرجل بعدها عن فترة ما بعد إضراب الثمانية أيّام، وأن ياسف سعدي اختبأ حينها، فيما احتاج المناضلون إلى ورقة الإذن لكي يلتحقوا بالجبل، خاصّة وأن القانون كان صارما، من يذهب إلى الجبل ولا يكون عنده تسريح يقتل، وفعلا قتل العشرات، وسعدي كان مختف ولم يكن يوزّع الإذن إلاّ رمّال وذبيح شريف، وحدهما تكفّلا بالأمر"·