شهدت أمس الأوّل مدينة الفرارة ولاية غرداية، جنازة "أب الدعاة" الشيخ النّاصر بن محمد المرموري رحمه اللّه· حيث وفدت حشود كبيرة من النّاس من كلّ حدب وصوب، وشهدت جنازة الرّاحل الذي عزّى الرئيس بوتفليقة الجزائريين بفقدانه، حضورا قويا من السلطات الرّسمية الوطنية، المحلّية، الأمنية والإدارية لتترحّم بقلوبها الخاشعة ونفوسها الرّاضية بقضاء اللّه وقدره على أبي الدعاة الذي تتشرّف "أخبار اليوم" بنشر صور اِلتقطت له قبل نحو خمس ساعات من اِلتحاقه بالرّفيق الأعلى· وبعد صلاة الجنازة قام أعضاء العزّابة بنقل الشيخ النّاصر إلى مثواه الأخير، ثمّ تلا الحاضرون بعضا من القرآن الكريم، ووقف بعد ذلك الأستاذ الشيخ بالحاج عيسى ليقدّم كلمة باسم سكان الفرارة في حقّ الشيخ النّاصر فأبكى الجموع من خلال سرده لخصال الشيخ وما تركه لنا من مآثر· كما بعث رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة بتعزيته الخالصة لعائلة الشيخ ولوادي ميزاب وللجزائريين عامّة على فقدان الجزائر لأحد نجومها الساطعة في سمائها· كما حضر الجنازة معالي وزير الشؤون الدينية أبو عبد اللّه غلام اللّه، حيث تقدّم بكلمة تأبينية للشيخ ذاكرا صفاته مطالبا أهل غرداية بالاِقتداء بهؤلاء العلماء بالوقوف صفّا واحدا إلى جانب الوطن الجزائر والإسلام وتمجيد العلماء الذين تزخر بهم الجزائر، كما أوصى طلبة وأصدقاء الشيخ النّاصر بتدوين وجمع آثار وأفكار الشيخ العلمية والأدبية المسموعة منها والمأثورة لتعمّم على ربوع الوطن· بالإضافة إلى تعازي أخرى وفدت من وزير الداخلية دحّو ولد قابلية، وكذا وزير التكوين المهني الهادي خالدي، حيث أشار سفير سلطنة عمان علي بن عبد اللّه في كلمته إلى أن الشيخ النّاصر صنع جسرا من التواصل بين البلدين بعلمه وحكمته، وتستقبل سلطنة عمان الشيخ على البساط الأحمر نظرا لمكانته العلمية والأخلاقية· وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ النّاصر قدّم كلمة ترحيبية يوم الأحد الماضي بسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام سلطنة عمان برحاب معهد الحياة أثناء زيارة هذا الأخير إلى القرارة، مثمّنا ربط العلاقة بين الدولتين منذ فجر التاريخ· وبعد خمس ساعات من اللّقاء صدم سكان الفرارة بوفاة الشيخ النّاصر في مستشفى الواحات بعاصمة الولاية، فهذا نجم جزائري أفل افتقده العالم الإسلامي في موجة الصراعات الدينية والطائفية التي يشهدها العالم بأسره·