كانت بحوزة العائلات على المستوى الوطني السلطات تستعيد 12 ألف مخطوط ألح رئيسا كل من المجلس الإسلامي الأعلى واللغة العربية على التوالي بوعبد الله غلام الله وصلاح بلعيد أمس الثلاثاء بتيزي وزو على الحاجة الملحة لاستعادة ورقمنة المخطوطات التي ما زالت تحتجزها العائلات على مستوى التراب الوطني علما أن السلطات قد نجحت في استعادة 12 ألف مخطوط حتى الآن. وفي كلمته خلال ندوة جهوية أولى حول المخطوط والتواصل الثقافي في بلاد زواوة نظمتها هاتان المؤسستان تأسف رئيس المجلس الاسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله عن بقاء هذا الكنز الذي أنتجته الزوايا والذي يعد شاهدًا هامًا لأصالة المجتمع الجزائري ومستوى معرفته محتفظ به لدى العائلات ومعرض للاختفاء بفعل تقلبات الزمن بسبب سوء حفظها. وبعدما ذكر بالعملية التي أطلقها كل من المجلس الإسلامي الأعلى واللغة العربية من أجل استعادة هذا التراث القيم وحفظه وترقيمه بعد أن دمر الاستعمار الفرنسي جزءًا كبيرًا منه والمتواجد حاليا في العديد من المكتبات ببلدان أجنبية يؤكد ذات المسؤول على أهمية إتاحة هذا التراث ووضعه تحت تصرف الطلبة والباحثين لدراسته. وقال في هذا الصدد أن هذا التراث الذي حاولت فرنسا المستعمرة بكل الوسائل أن تدمره لتجعلنا نعتقد أننا مجتمع أمي وبدون ثقافة ومعرفة قد تم الحفاظ عليه بفضل وعي العائلات التي عملت على استعادة هذه المؤلفات الخاصة بالزوايا وإخفائها لديها تستحق اليوم أن تدرس حتى نقول أنه حتى إذا حاولتم إسكاتنا فإن أقلامنا لن تصمت أبداً . وفي شرحه لعملية استعادة هذه المخطوطات التي تعد عملية صعبة للغاية بسبب رفض العديد من العائلات التي تحتفظ بهذا التراث الوطني التعاوني أشار رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صلاح بلعيد إلى أن اللجنة المسؤولة عن هذا العمل تقوم بنسخ هذه الوثائق فيما يتم إرجاع الوثائق الأصلية إلى أصحابها. وأكد السيد صلاح بلعيد أنه تم إلى غاية اليوم استرجاع ما مجموعه 12.000 وثيقة منها 900 تم رقمنتها ووضعها على بوابة المخطوطات الجزائرية التي سيتم افتتاحها رسميا في 16 أفريل المقبل بمناسبة الاحتفال بيوم العلم مشيرا إلى أن الهدف من هذا الإجراء هو تقريب هذه الوثائق -التي ستكون حقوق النشر والملكية محفوظة - من الباحثين الجزائريين والأجانب الذين يمكنهم الوصول إليه بمجرد نقرة على لوحة مفاتيح. وأوضح أن هذه الندوة التي احتضنتها دار الثقافة مولود معمري حول المخطوط ستتبع بندوات جهوية مماثلة ستنظم في بجاية وسطيف وبرج بوعريريج وبولايات جنوبية معلنا في السياق عن طبع هذا العام لمعجم خاص بالمصطلحات القانونية. وخلال هذا اللقاء الذي نشطه محاضرين من ولايات عدة مثل بجاية والبويرة وغرداية والجزائر العاصمة اغتنم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي الفرصة للحديث عن فوائد نسخ الأمازيغية بالحروف العربية قائلاً أن كتابة هذه اللغة بالأحرف اللاتينية من شأنه أن يهدد الوحدة الوطنية وستخلق ثنائية ستكون وصمة عار على الوطنية الجزائرية .