عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مُرْنِي بِأَمْر قَالَ: لاَ تَغْضَبْ قَالَ: فَمَرَّ أَوْ فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ قَالَ: مُرْنِي بِأَمْر قَالَ: لاَ تَغْضَبْ قَالَ: فَرَدَّدَ مِرَارًا كُلَّ ذَلِكَ يَرْجِعُ فَيَقُولُ: لاَ تَغْضَبْ. - وفي رواية: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَالَ: مُرْنِي بِأَمْر وَلاَ تُكْثِرْ عَلَيَّ حَتَّى أَعْقِلَهُ قَالَ: لاَ تَغْضَبْ فَأَعَادَهُ عَلَيْهِ فَأَعَادَ عَلَيْهِ: لاَ تَغْضَبْ. - وفي رواية: أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَوْصِنِى قَالَ: لاَ تَغْضَبْ فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ: لاَ تَغْضَبْ. قال الرجل ففكرت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله. قال المعتمر بن سليمان كان رجل ممن كان قبلكم يغضب فيشتد غضبه فكتب صحائف وأعطى كل صحيفة رجلا وقال للأول إذا غضبت فأعطني هذه وقال للثاني إذا سكن بعض غضبي فأعطني هذه وقال للثالث إذا ذهب غضبي فأعطني هذه فاشتد غضبه يوما فأعطي الصحيفة الأولى فإذا فيها ما أنت وهذا الغضب إنك لست بإله إنما أنت بشر يوشك أن يأكل بعضك بعضا فسكن بعض غضبه فأعطي الثانية فإذا فيها ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء فأعطي الثالثة فإذا فيها خذ الناس بحق الله فإنه لا يصلهم إلا ذلك أي لا تعطل الحدود. قيل لابن المبارك رحمه الله تعالى اجمع لنا حسن الخلق في كلمة واحدة قال ترك الغضب. ولقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى).