كشفت دراسة فلسطينية جديدة أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تركز في عمليتها التربوية على كتب العقيدة اليهودية وكتب الحاخامات والربانية وقوانين اليهود السياسية والمدنية والدينية التي تنكر نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتدعي انتشار الإسلام بحد السيف. ونقلت صحيفة »القدس العربي« اللندنية عن الباحث الفلسطيني إبراهيم أبو جابر قوله في بحث علمي جديد تحت عنوان »العرب في المناهج الدراسية الإسرائيلية«: »تقرن الكتب الدراسية الإسرائيلية بين الإسلام كدين والعنف، وبينه والسيف، زاعمة ً انتشاره بالسيف، وفي سبيل إقناع القراء والمطلعين بهذه الإدعاءات عرضت صوراً وأشكالاً مختلفة أحياناً للسيف وأخرى لمحاربين«. وأشارت الدراسة التي أعدّها إلى تكرار النصوص الواردة في الكتب الدراسية الإسرائيلية لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم فتدعي أنه هو الذي »اختار نفسه نبياً« وليس الله عز وجل وأنه »قرر من ذاته أن يصبح رسولاً«، ولم يوصف الرسول كما وصفوا موسى وعيسى عليهما السلام أيضاً، فيذكرونه باسمه »محمد« فقط دونما تقدير لمكانة النبوة. وأشار إلى أن هناك بعض الكتب تقدم الرسول واصفة إياه بخصال سلبية، حيث تصفه ب»الغارق في أحلام اليقظة، والمحارب والمبتدع للدين الإسلامي«، وتعرض صورته بمظهر يبتعد عن حياة التقشف والتواضع والتسامح. وتابع الباحث، وصفت بعض كتبهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قام بعمليات »قتل جماعية« للشعوب والقبائل واليهود، ويلاحظ من خلال تحليل النصوص في بعض الكتب المذكورة أنها تهدف لتشكيل ذهنية الطالب اليهودي وإقناعه بقاعدتهم المعروفة منذ البعث وهي إنكار نبوة المصطفى عليه السلام وبأن الإسلام ما هو إلا أفكار ومفاهيم أخذها محمد من النصارى واليهود وقدمها للعرب في صورة تناسبهم. وزادت الدراسة: »يتضح من خلال مراجعة الكتب الدراسية الإسرائيلية محاولتها ترسيخ مفهوم عدم قدسية القرآن الكريم، لأنه كما يدعون »من نسج خيال محمد« صلى الله عليه وسلم واعتماده في جزء كبير منه على الكتب الدينية عند اليهود، حتى وصل الأمر بهم للربط بين لغة القرآن والتوراة، ليدلوا على كون القرآن الكريم مستوحى من التوراة«. وتابعت: »إن القرآن الكريم وفق ما جاء في كتبهم الدراسية عبارة عن »كتاب« يضم بين دَفَّتيه عدداً من النبوءات والرؤى، وفي هذا الإطار الخاطئ تشير بعض الكتب إلى أن محمداً أنزل القرآن من السماء بعد الإسراء والمعراج، منكرين معجزة الوحي«. أما بالنسبة للقدس فيقول الباحث: »حاول القائمون على إعداد المنهاج التعليمي الإسرائيلي جاهدين تهميش الحق الإسلامي والعربي في القدس، من خلال ما دسوه من سموم داخل الكتب وبين السطور«. ومن أهم مرتكزات المنهاج التعليمي الإسرائيلي الخاص بمدينة القدس »التنكر للوجود التاريخي العربي والإسلامي في المدينة المقدسة، واعتبارها مدينة يهودية خالصة يقترن وجودُها التاريخي بوجود المؤسسات والمعابد والهياكل اليهودية، ينظرون إلى الفتح الإسلامي للمدينة على أنه »احتلال«، وأن الخليفة عمر بن الخطاب قاد جيش المحتلين«. وأضافت الدراسة: يرون أن سائر المعابد والكنائس والمساجد أماكن أثرية أبدية يهودية، بناها المسيحيون والمسلمون على أنقاضها كما هو الحال بالنسبة للحرم القدسي الشريف، علاوة على ذلك يصفون العرب أهالي مدينة القدس ب»المخربين والدخلاء«، وأن عملية طرد الغزاة من الصليبيين على يد القائد صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس جاءت بفعل أعمال »تخريبية تدميرية« قام بها الأيوبيون والمماليك المسلحون. وخلصت الدراسة إلى القول: »لا بد أن يتأكد القارئ المطلع والمهتم بأشكال الصراع في المنطقة من أن هذا التلقين زرع حقاً في عقول الناشئة من أبناء المهاجرين والمستوطنين اليهود عبر عملية منظمة من التوجيه التربوي الذي يتسم بأعنف أشكال العرفية العنصرية - العدوانية، وتعاليم ونبوءات وإرهاصات دنيئة، روّج لها قادة الاستعمار في الغرب المتصهين مع مجموعة من حاخامات أوروبا وأدباء ومفكري الصهيونية الجدد أمثال ليوبنسكر وهرتزل، تركزت في معظمها في بريطانيا، وإن كانت قوى في فرنسا وألمانيا وروسيا قد لعبت دوراً بارزاً في تنفيذ هذا المشروع«.