ق. حنان تشهد بعض أحياء عين النعجة، وبالضبط الحي الفوضوي عين المالحة 2، نقصا كبيرا في المياه الصالحة للشرب، الأمر الذي نغص حياة السكان، ودفعهم إلى الاقتصاد والتقشف بصورة كبيرة فيما يتعلق بالمياه التي يستهلكونها يومياً، بعد أن شحت حنفياتهم، منذ أكثر من شهر كامل، أي بمجرد انطلاق موسم الصيف، ولم تعُد المياه تتدفق من الحنفيات إلا خلال ساعات متأخرة من الليل، أو ابتداء من الساعة الثالثة أو الرابعة صباحا، لتعود وتنقطع بحلول الساعة السادسة، ما جعل بعض السكان يقضون ليلا بيضاء، بانتظار تدفق الماء بقوة كافية تسمح لهم بملأ وتخزين ما يحتاجون إليه من مياه. وبحسب شهادات بعض السكان، فان أصل المشكلة راجع إلى تزايد استهلاك المياه، في هذه الفترة من السنة، إضافة إلى وجود مصدر واحد تتزود منه عشرات العائلات الموجودة بشكل يومي، هذا بالنسبة لمن يملكون حنفيات في منازلهم، أما من لا يملكونها فإنهم مضطرون إلى الاعتماد على جيرانهم في تعبئة المياه من خلال الأنابيب أو خراطيم المياه التي تمتد على مسافات طويلة أحيانا، رغم أن اغلبهم لا يستفيد منها في شيء إلا في ساعات متأخرة من الليل مثلما سبقت الإشارة إليه، الأمر الذي جعل العديد من أرباب البيوت، وبشكل خاص السيدات، ينتظرن إلى غاية ساعات متأخرة، لملء ما يحيتجاون إليه من مياه للشرب والغسل وبقية متطلبات الحياة اليومية للجزائريين، أو حتى لغسل ثيابهم وأوانيهم في مثل تلك الساعات المتأخرة، وانجاز كل ما عليهن من أعمال منزلية في وقت قياسي، لا يتعدى الثلاث ساعات على أقصى حد، قبل أن تودع آخر قطرة ماء حنفياتهم إلى إشعار آخر. هذا ولم تسهم الحنفية العامة التي تم وضعها من طرف مصالح البلدية في إطار عملية تزويد سكان الأحياء الفوضوية بالكهرباء والماء تحسينا لظروفهم المعيشية، من تلبية حاجيات الجميع، نظرا للإقبال الكبير عليها من طرف الكبار والصغار، النساء والرجال، ويمكن تخيل حنفية واحدة لأكثر من 500 عائلة، وكثيرا ما يكون الأطفال هم المكلفون بانتظار الدور والوقوف في الطابور وملء المياه وحملها إلى المنزل، آو انتظار أمهاتهن أو آبائهن أحيانا أخرى لحملها، فيما يعتمد بعض من أسعفهم الحظ على سياراتهم أو شاحنات صغيرة لملا اكبر كمية ممكنة من دلاء المياه، وحملها إلى منازلهم، حتى لا يضطروا إلى تكبد مشقة الذهاب والعودة لمسافات تختلف بحسب قرب منزل كل منهم إلى تلك الحنفية. وأكثر ما يتخوف منه السكان هو أن تستمر أزمة المياه هاته خلال الفترة القادمة وبدخول موسم الصيف بصورة فعلية، وما يعقبه من شهر رمضان المعظم، الذي يجعل عملية التزود من الماء على الصورة التي هي عليه الآن، شاقة للغاية، ويأمل الكثيرون أن يتم معالجة هذا المشكل، عبر تزويد حيهم بقنوات أخرى للمياه الصالحة للشرب، في الوقت الذي لجا فيه بعض السكان إلى اقتناء البراميل ذات السعات الكبيرة التي تصل إلى 100 أو 200 لتر، عليهم يتمكنون من توفير كميات كافية من المياه لاستهلاكاتهم اليومية، وكذا اقتناء دلاء أو براميل صغيرة الحجم، لأجل استعمالها في الطبخ والشرب.