في ظل التكاليف الباهظة وغلاء المهور الأعراس الجماعية ضالة الشباب لإكمال نصف الدين * تحقيق حلم 200 زوج من الفئات المحرومة بغرداية تحولت الأعراس الجماعية إلى عادة حميدة عبر ربوع الوطن في ظل التكاليف الباهظة للزواج في الوقت الحالي بحيث بات عقد القران مشروعا بعيد المنال عن أغلب الشباب في ظل الظروف الاجتماعية الصعبة للكثيرين وانعدام فرص العمل والسكن الأمر الذي دفع ببعض الجمعيات إلى التكفل بتنظيم حفلات زواج جماعي للراغبين في إكمال نصف الدين مع الترتيب لحفل الزفاف والتكفل بكل متطلباته وتجهيز بيت العرسان ويكون الهدف ترغيب الشباب في استكمال الخطوة التي باتت تبدو صعبة ويتخوف منها الكثيرون بدليل ارتفاع سن الزواج في الجزائر بالنسبة للجنسين والمتهم الأول الظروف الاجتماعية التي تقف حجر عثرة للكثيرين. نسيمة خباجة بات اللجوء إلى مشروع الزواج الجماعي حلا لمكافحة تأخر سن الزواج وكذا العنوسة التي تعصف بالمجتمع الجزائري في ظل الظروف الراهنة واستعصاء المشروع بالنسبة للشباب بسبب المتطلبات والتكاليف الباهظة التي تخص المهور وتجهيز البيوت وغيرها من الخطوات الصعبة مما دفع ببعض الجمعيات الى فكرة تنظيم حفلات للزواج الجماعي والتي تعرف إقبالا كبيرا من طرف الفئات المحرومة خاصة وتقوم تلك الجمعيات في الاول بتحري الظروف الاجتماعية للشباب وبعد التأكد من حالة العوز يتم تسلم ملفات العرسان وتشرع الجمعيات في التحضيرات وجمع التبرعات لإقامة حفلات الزواج الجماعي خصوصا وأن الكثير من المحسنين يتطوعون بمساعدات عينية ومادية لاستكمال أهم مشروع في حياة الشباب فهناك من يتبرع بالأموال وهناك من يتبرع بالأفرشة وغرف النوم وحتى الحلاقات يشاركن في تصفيفات العروس من دون ان ننسى الخياطات اللواتي يلتزمن بخياطة التصديرة للعرائس مجانا كخطوة مهمة لإدخال الفرحة على قلوبهن. جمعية زهرة المستقبل تبرز في الميدان دأبت الجمعية الخيرية الثقافية زهرة المستقبل بولاية البليدة على تنظيم حفلات الزواج الجماعي في كل سنة وأقامت الجمعية الطبعة الثالثة مؤخرا في شهر نوفمبر من السنة الماضية بحيث تم تزويج 50 شابا وشابة وحملت الجمعية على عاتقها اقامة تلك المبادارات الحميدة سنويا وتعكف الجمعية على إعادة إحياء تلك العادات التي كانت عرفا لدى الزوايا منذ القدم في ولاية البليدة خاصة مع العزوف الكبير عن الزواج من طرف الشباب ويبقى السبب الرئيسي غلاء التكاليف والمهور وقلة الإمكانيات لأغلب الشباب وتكون ترتيبات الزواج بنشر إعلانات عبر الشبكة العنكبوتية والفيس بوك وكذا الاتصال بجمعيات عديدة لجمع الشباب الراغب في الزواج الجماعي ويكون التوافد عليهم كبيرا في كل سنة من طرف المعوزين والفقراء واليتامى وذوي الاحتياجات الخاصة بحيث هناك ما يقارب 7 عرسان من ذوي الاحتياجات الخاصة تمّ عقد قرانهم فالمبادرة هي شبابية بالدرجة الأولى خاصة وأن أغلب أعضاء الجمعية شباب يملأهم الطموح رفعوا شعار خدمة الوطن وتلاحم مختلف فئاته في أوقات الشدة والفرج والزواج وضع العديد من الشبان في عسر وشدّة خاصة وأن ظروف الشبان الصعبة ترغمهم على إطالة فترة الخطبة وكانت الجمعية مفتاح فرج لهؤلاء في استكمال الخطوة بالزواج وفتح بيت في الحلال خاصة وان أغلب أعضاء الجمعية هم شبان لهم مسار طويل في النشاطات الخيرية وأغلبهم كانوا منتمين إلى تنظيمات طلابية وجمعيات خيرية. 200 زوج يدخلون القفص الذهبي بغرداية تم عقد قران حوالي 200 زوج من الفئات المحرومة خلال عطلة نهاية الأسبوع عبر مختلف مناطق ولاية غرداية من خلال أعراس جماعية وفقا لتقاليد الأجداد بالمنطقة واستقطبت هذه المبادرة التي نظمت من طرف النسيج الجمعوي (جمعيات الأحياء وأخرى دينية) حشود كبيرة من الحاضرين من أقارب العرسان والسلطات المحلية وزوار آخرون بالإضافة إلى سياح . وتم تمويل هذه الأعراس الجماعية التي تصادف عطلة الربيع في جو من الود والتضامن من طرف المحسنين والمتبرعين وذلك قصد توطيد الروابط الاجتماعية وترقية وتعزيز ثقافة التضامن في المجتمع. إن الهدف من هذه التظاهرة هو تشجيع الزواج وفقا لقيمنا الإسلامية ومساعدة الشباب الذين يعانون من ضائقة مالية في توديع حياة العزوبية والاندماج في المجتمع قبل الوقوع في الانحراف حسبما يؤكده الحاج محمد أحد منظمي عرس جماعي لحوالي 20 زوجا من حي ثنية المخزن (غرداية). تمسك بالعادات والتقاليد يتم تنظيم هذه الأعراس الجماعية الموجه للعائلات البسيطة وفقا للعادات والتقاليد العريقة لمنطقة غرداية والمستوحاة من طقوس الأجداد في التعاون والتضامن بمختلف قصور وادي ميزاب كما أوضحه من جهته السيد ب.متاهري عضو منظم لعرس جماعي بقصر مليكة . وتشكل الأعراس الجماعية فرصة لتعزيز قيم التضامن والترابط الاجتماعي بمنطقتنا حسب عاداتنا الموروثة عن أعراس الأجداد كما ذكره في نفس السياق السيد يوسف عزوز أحد أعيان منطقة ضاية بن ضحوة . فبعد الانتهاء من مأدبة العشاء التي تتألف أساسا من طبق الكسكس المزين بلحم الإبل والمحضر بفضل هبات وتبرعات المحسنين تنص عادة الأجداد بالمنطقة على أن يتقدم الأزواج الجدد رفقة مساعديهم (الوزران) أمام مئات المدعوين على منصة هيئت خصيصا للمناسبة من اجل حفل تلبيس العريس الجديد. ويحضر حفل اللباس المنتظر بشغف خلال سهرة الزفاف أفراد عائلات وأصدقاء العرسان الجدد والمحسنين والمتبرعين وكذا السلطات المحلية وبعض السياح والزوار العابرين للمنطقة ويرغب عديد الزوار والسياح الذين يزورون غرداية لأول مرة اكتشاف سحر وأصالة العرس الجماعي وكذا عادة تلبيس العرسان ما دفع بأصحاب الوكالات السياحية إدراج هذه العادات الخاصة بالاحتفال بالزفاف بغرداية ضمن خدماتهم . وبحسب التقاليد فإن كل عريس جديد يتم تلبيسه من طرف إمام مختار من طرف عائلته وذلك أمام الجمهور الحاضر الذي يردد الأغاني الدينية. كما يتم بالموازاة مع ذلك تنظيم حفل خصيصا للنساء من اجل تلبيس الزوجات الجديدات كما تمت الإشارة إليه. ووفقا لمنظم لحفل زفاف جماعي يجمع 50 زوج بمدينة بريان فان التحضيرات قد استغرقت أشهر عديدة مبرزا أن العرسان استفادوا من برنامج تحضيري كامل بحسب الاحتفالية المحلية حول دور الزواج في تكريس قيم الاستقرار والازدهار في المجتمع . أهمية الزواج في تماسك المجتمع وتم خلال مختلف مراحل هذا العرس الجماعي إلقاء من طرف الأئمة خطب حول فضل الزواج في تكريس قيم الاستقرار والتضامن الاجتماعي وكذا حول دور الزوجين في تماسك المجتمع وذكر احد الأعضاء المنظمين لعرس جماعي بغرداية لوكالة الانباء الجزائرية بأن تكاليف الزفاف مكلفة للغاية وتعيق عديد الشباب في تكوين أسرة قائلا أن دوره هو مساعدة الشباب المنحدرين من عائلات فقيرة على ولوج الحياة الزوجية وبناء أسرة وأدت الظروف الاجتماعية والاقتصادية الى العزوف والابتعاد عن البذخ في الاحتفال كما أبرزه جامعي بالمنطقة مضيفا إلى أن العرسان الجدد وعائلاتهم يتفقون في الغالب على تخفيف التكاليف من خلال الاندماج في حفلات الزفاف الجماعي.