قبلة الباحثين عن العلاج والاستجمام حمام بوحنيفية ...قطب سياحي بامتياز السياحة الحموية في الجزائر استقطبت الباحثين عن العلاج والاستجمام في آن احد إذ تعد القلب النابض للعديد من الولايات التي تزخر بحمامات معدنية ذاع صيتها في الجزائر على غرار حمام بوحنيفية بولاية معسكر الذي يستقبل الآلاف من الزوار سنويا بالنظر الى توفر ظروف الراحة والاستجمام وكذلك العلاج. خ.نسيمة /ق.م تجاوزت سمعة بوحنيفية مدينة الحمامات الحدود الوطنية نظرا لنوعية مياهها الحموية العالية التي تشتهر بإستعمالاتها العلاجية في العديد من الأمراض كما أنها منطقة تلائم الباحثين عن الراحة. وبالعودة الى أصول المدينة وحضارتها نجد أن الرومان هم أول من إستغل الثروة الحموية للمدينة حيث بنو مدينتهم أكواسيرانس والتي هي اليوم عبارة عن أطلال. مياه معدنية مقاومة للأمراض تتميز المياه المعدنية لبوحنيفية بأنها غنية بغاز الكربون وهي تنقسم إلى ثلاثة أنواع حسب المنبع نجد مياه معدنية إشعاعية كربونية كلسية معدنية بدرجة حرارة تتراوح بين 63 و 70 ومياه معدنية إشعاعية كربونية كلسية معدنية بدرجة حرارة تتراوح بين 45 و 52 درجة ومياه معدنية كلور مكبرتة سودية منغنيزية بدرجة حرارة 20 درجة وتتميز هذه المياه ايضا بخاصية علاج أمراض المفاصل بإختلافها وأمراض الجهاز التناسلي وأمراض الجهاز الهضمي ومشاكل صحية أخرى مثل البدانة الأمراض الجلدية الأمراض العصبية. كما يوجد بولاية معسكر منابع معدنية أخرى مستعملة في حالتها الطبيعية مثل: منبع عين الحمام ببوحنيفية ومنبع : سيدي مبارك ببوهني (الطريق الوطني رقم رقم 04 الجزء الرابط بين سيق والمحمدية وتتوفر المدينة على عدة تجهيزات فندقية وصحية وحمامات. قطب سياحي يحتاج إلى اهتمام لا توفر بوحنيفية من الخدمات سوى مياه حماماتها المعدنية والتي من المفروض أن تتحول إلى محور نشاط سياحي متنوع بالنظر إلى الكنوز الطبيعية والتاريخية المتوفرة في المنطقة وتقتصر السياحة في منطقة بوحنيفية على الانضمام إلى طابور من طوابير أحد حماماتها المعدنية بغية انتظار الدور والاستحمام وبعدها التوجه نحو أحد المحلات التي تعرض الدجاج المشوي قصد تناول وجبة الغذاء ثم النزول إلى محطة الحافلات أو الحظيرة التي ركنت فيها العائلة سيارتها من اجل العودة بعد انتهاء الزيارة والاستحمام. اهتراء الطرق يعرقل الزوار قبل الوصول إلى بوحنيفية وكذلك عند مغادرتها يواجه الزوار مشقة طريق حولته شاحنات نقل الحصى إلى حقل محروث من كثرة الحفر فعندما ينحرف السياح يمينا في بلدية حاسين (ديبلينو) يبذل سائق السيارة أو الحافلة قصارى جهده لتحاشي الحفر والمركبات القادمة من الاتجاه المعاكس حيث يجتهد سواقها تجنب السقوط في الحفر وبدل أن يصل الذي يقصد مدينة بوحنيفية عبر هذا الطريق في 20 دقيقة تستغرق الرحلة وقتا أطول ولا يمكن لعابريها أن يتمتعوا بالمناظر الطبيعية الخلابة من شدة الخوف من وقوع حادث مرور يخلط كل الاوراق وعند الوصول إلى بوحنيفية يستقبلك نمط عمراني لا يدل أن المدينة سياحية باستثناء المحطة المعدنية لحمام بوحنيفية المبنية بطريقة فنية جذابة اما بقية الحمامات التابعة للقطاع الخاص فهي مجرد بنايات مكعبة أما الفنادق فهي أيضا بنايات ذات طوابق متعددة دون روح يفرقها عن بقية بنايات المدينة أجهزة التكييف المثبتة في الشرفات وباستثناء الديكور المثبت في الجهة اليسرى من الطريق الرئيسي للمدينة والمتشكل من جرات تسيل منها المياه فإن لا شيء آخر يمكن لزوار هذه المدينة أن يخلّدوا عبورهم فيها .. وحتى الوادي الذي يعبر المدينة والذي لا تجف مياهه حتى في الصيف تتوزع على حوافه مقاه صار مصدر إزعاج بفعل قطعان الأبقار التي ترعى فيه وطغيان اللون الأخضر على عمقه وكذلك تناثر الأكياس البلاستيكية وبقايا المأكولات في المواقع التي تختارها العائلات للغذاء وتوجد في الضفة اليمنى للوادي حديقة حيوانات في بابها قرد ماكاك مربوط بسلسلة حديدية مظهره لا يستهوي الناس للنزهة فيها كما تتقزز العائلات من مظاهر اجتماعية أخرى مشينة لبائعات الهوى اللائي يصدمن الزوار دون حياء. حفاوة الاستقبال رغم الظروف ومع كل هذا تتميز مدينة بوحنيفية بكونها تستقبل الزوار على مدار السنة والذين يقصدون حماماتها المشهورة بخاصياتها العلاجية وهناك منتجعات خاصة في هذه المدينة تستقبل المجاهدين وعمال البريد والمواصلات وغيرها ورغم كل ما يمكن أن تجنيه من هؤلاء الزوار الدائمين فإنه لا توجد في بوحنيفية مظاهر تدل على أنها مدينة ميسورة فطرقاتها تملاها الحفر ومياهها المستعملة تسيل في الوادي الذي يصب في سد فرقوق و لكن رغم كل الظروف فإن حمام بوحنيفية يستقطب الزوار على مدار السنة بكل حفاوة.