فعاليات إحياء شهر التراث بوهران: الطاحونة تحفة عريقة ومصدر خير يكتشف الجمهور من خلال معرض حول الطاحونة عبر التاريخ يحتضنه المتحف العمومي الوطني أحمد زبانة بوهران بمناسبة شهر التراث تطور الطواحين التي كانت مصدر خير في تموين العائلات بالخبز الذي لا يزال القوت الذي يشترك فيه الفقير والغني. خ.نسيمة /ق.م تحكي مختلف نماذج الرحي المعروضة منذ السبت الماضي بمناسبة شهر التراث تاريخ تطور هذه الآلات التي استخدمها الإنسان عبر مختلف الحقب التاريخية وصنعت جعجعتها (صوتها) عند طحن الغلال تاريخا من العطاء ليصبح تراثا متجذرا في المجتمع وقد كان هذا النوع من المعدات جزءا من الاثاث المنزلي لا يمكن الاستغناء عنه مما جعله مصدر إلهام الكثير من المسرحيين الذي يستعملوه كديكور في أعمالهم وكذا في لوحات الرسامين وقصائد الشعراء فضلا على أن الرحى تحتل حيزا كبيرا ضمن خزان الامثال الشعبية العالمية. كانت المطحنة التقليدية أو الطاحونة أداة رئيسية لطحن الحبوب وتتكون من حجرين ثقيلين مستديرين يوضعان فوق بعضهما وفي الحجر العلوى منها توجد فتحة لوضع الحبوب ويوجد مقبض من خشب لتدوير الحجر ويمكن من خلالها التحكم في درجة سمك الدقيق ومن ألذ وأروع ما تنتجه هذه الرحى الروينة كما كانت الطاحونة حاضرة في الكثير من الأعمال السينمائية التي تناولت الثورة التحريرية المجيدة مثلما هو الحال في فيلم الطاحونة للمخرج أحمد راشدي الذي أنتجه في 1973 وأدى أدواره كوكبة من الفنانين الكبار منهم الممثل المصري عزت العلايلي حيث لا يزال هذا العمل حاضرا في أذهان الجزائريين. وبمناسبة شهر التراث أعاد متحف أحمد زبانة لوهران الاعتبار للطاحونة من خلال عرض أكثر من 19 رحى قديمة بسيطة الشكل ومختلفة الأحجام أغلبها مصنوعة من الحجارة يعود تاريخها الى ماقبل التاريخ وإلى العهدين الرماني والبونيقي والتي كانت تنتج دقيقا يلبي حاجيات تلك المجتمعات القديمة حسبما ذكره المنظمون. وتم العثور على هذه المجموعة من الطواحين التقليدية التي تزين واجهات فروع العهد القديم وما قبل التاريخ والاتنوغرافية للمتحف المذكور بمواقع كيزة مستغانم) ومرسى مداغ (وهران) وعين كرمان (غليزان) وموقع بورتيس ماغنيس ببطيوة (وهران) ورأس الماء (معسكر). كما يتضمن هذا المعرض الذي يتواصل الى غاية 2 ماي القادم مجموعة من الطواحين المنزلية الحديثة فضلا عن عرض ملصقة تبرز تاريخ تطور هذا النوع من الآلات تاريخ تطورها من المائية الى الهوائية والى الكهربائية وشتى استخداماتها. ومن جهة أخرى سيشارك المتحف الوطني أحمد زبانة في أسبوع التراث الثقافي بالبليدة من 22 الى 25 أفريل الجاري من تنظيم مديرية الثقافة للولاية المذكورة وذلك من خلال معرض يبرز تاريخ هذه المؤسسة المتحفية والتحف التي تزخر بها فضلا عن تنظيم عدة ورشات تتناول الحفريات و صناعة الفخاريات و جرد الممتلكات وأخرى حول الفسيفساء و الفن الصخري .