مؤسس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة عباسي مدني في ذمة الله توفي أمس الأربعاء عباسي مدني الرئيس السابق للجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة عن عمر ناهز 88 عاما. وتوفي مدني وفق مصادر عائلية في مستشفى بالدوحة بعد مرض عضال . وقد اختار عباسي مدني الإقامة بالعاصمة القطرية منذ عام 2003 بعد قضائه سنوات في السجن. ولد في 28 فيفري 1931 في ولاية بسكرةجنوب البلاد وناضل ضد الاستعمار الفرنسي خلال خمسينيات القرن الماضي وحصل على دكتوراه دولة من بريطانيا عام 1978 وعمل أستاذا لعلم النفس التربوي بكلية العلوم الإنسانية في جامعة بوزريعة بالجزائر العاصمة. وبعد إقرار التعددية السياسية -بموجب دستور 1989- أسس وعدد من رفاقه الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي تصدرت بداية التسعينيات نتائج الانتخابات البلدية ثم التشريعية قبل أن يعمد النظام إلى وقف المسار السياسي. وأعلنت السلطات حالة الطوارئ بالتاسع من فيفري 1992 وأُودع الآلاف من أنصار الجبهة في معتقلات أقيمت بالصحراء الجزائرية ثم بدأت حملة مطاردة واسعة لمن بقي من كوادرها خارج الاعتقال ودخلت البلاد نفقا غامضا إثر إيقاف الجيش العملية الديمقراطية وعرفت هذه الحقبة ب العشرية الحمراء. وكان قد ألقي القبض على مدني في 31 أوت 1991 من مكتبه بمقر الجبهة بالعاصمة. وفي 16 جويلية 1992 قضت المحكمة العسكرية في البليدة (جنوبي العاصمة) بسجنه 12 عاما بعد إدانته بالمس بأمن الدولة . وبعد قضائه سنوات داخل السجون أطلقت السلطات في 15 جويلية 1997 سراحه مع الرجل الثالث بالجبهة عبد القادر حشاني (اغتيل لاحقا في 22 نوفمبر 1999). وفي الأول من سبتمبر التالي وُضع مدني قيد الإقامة الجبرية حتى أفرج عنه هو ونائبه علي بن حاج. وفي 23 أوت 2003 سُمح لمدني بمغادرة البلاد لتلقي العلاج بماليزيا ثم قطر ومنعته السلطات الجزائرية وبن حاج من ممارسة أي نشاط سياسي بما في ذلك حق التصويت أو الترشيح بأي انتخابات.