في هجوم وصف بأنه الأعنف، أفادت مصادر إخبارية الاثنين بارتفاع عدد ضحايا اقتحام قوّات الأمن لساحة الحرّية في مدينة تعز جنوب اليمن إلى 20 قتيلا وأكثر من ألف جريح، بينما تحدّثت أنباء غير مؤكّدة عن بلوغ عدد القتلى 51 ضحّية· وقالت وكالة "يونايتيد برس إنترناشيونال" إن قوّات الأمن استخدمت الرشاشات الثقيلة من عيّار 12.7 وقنابل الغاز وخراطيم المياه في قمع المحتجّين في أطول هجوم استمرّ من السادسة من مساء الأحد حتى الرّابعة من فجر الاثنين· وتفيد الأنباء بأن القوّات الحكومية يصاحبها مسلّحون من أنصار الحزب الحاكم قاموا باقتحام ساحة الحرّية في تعز وحرق كلّ الخيام المنصوبة في الساحة، فيما قامت الجرّافات بجرف الخيام بعد نهب كافّة محتوياتها واحراقها· وأكّد أطبّاء أن القوّات الحكومية اقتحمت مستشفى الصفوة الخاصّ الذي يقع بجانب الساحة وكانت تنقل إليه الحالات الخطرة وقامت بمصادرة الأجهزة الطبّية وتكسير أثاث المستشفى واعتقال الجرحى من داخل المستشفى، كما أكّدت المصادر الطبّية أن عددا من القتلى والجرحى ما يزالون داخل الساحة وتعذّر التوصّل إليهم· بدوره، أكّد مراسل قناة "العربية" أن هناك عناصر تقوم بنزع أجهزة التنفّس من المرضى في المستشفى، فضلا عن اعتقالها 37 جريحا· ووجّه المعتصمون نداء استغاثة عاجلا إلى المنظّمات الدولية للتدخّل لدى النّظام اليمني لوقف الهجوم عليهم، وتزامن ذلك مع انفجارات عنيفة هزّت العاصمة اليمنية صنعاء بعد انهيار الهدنة بين القوّات الحكومية وأنصار الشيخ الأحمر وعودة الاشتباكات العنيفة بين الطرفين· وقال مصدر مقرّب من الشيخ صادق الأحمر إن مسلّحين قبليين موالين للنّظام أطلقوا الرّصاص الحي مجدّدا على منزل الشيخ الأحمر من اتجاه وزارة الداخلية التي تبعد قرابة 400 متر عن المنزل، ما يهدّد بانهيار الهدنة التي نجحت في البدء بترتيبات عملية على الأرض تمثّلت في إخلاء أنصار الأحمر بعض المؤسسات الحكومية التي تواجدوا فيها منذ أيام· إلى ذلك، قال مسؤول أمني أمس الاثنين إن أربعة جنود يمنيين قتلوا وأصيب عشرات، في كمين نصب لهم أثناء توجّههم إلى مدينة زنجبار الواقعة تحت سيطرة تنظيم القاعدة، وذكر أنه لا يعرف الجهة المسؤولة عن الهجوم· وكان عدد من ضبّاط الجيش اليمني المؤيّدين للمعارضة أصدروا بيانا بعنوان بيان رقم واحد اتّهموا فيه الرئيس اليمني علي عبد اللّه سالح بتدبير "مخطّط لتسليم مدن في جنوب اليمن لجماعات مسلّحة بهدف ابتزاز الدول الغربية والتهرّب من استحقاقات المبادرة الخليجية وإجهاض الثورة السلمية على حد وصف البيان"· وذكر البيان الذي تلاه وزير الدفاع السابق عبد اللّه علي عليوة أن صالح أصدر "توجيهاته في الأمس للأجهزة الأمنية والعسكرية في أبين بتسليم مؤسسات الدولة للإرهابيين والمجاميع المسلّحة"· كما اتّهم البيان الرئيس ب "تسليمهم مرافق الدولة ومؤسساتها في صنعاء لمجاميع من البلاطجة المسلّحين وسحبهم لوحدات الأمن والحرس الجمهوري من هذه المناطق التي باتت مستباحة من هذه العناصر"· وتلي البيان باسم "قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية" في اليمن· وأضاف البيان: "نهيب ببقّية إخوتنا قادة المناطق والألوية أن يعلنوا بكلّ شجاعة تإييدهم للثورة بالاصطفاف إلى جانب الشعب"، وجاء ذلك بعد سيطرة عشرات المسلّحين يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة في اليمن على مدينة زنجبار الواقعة جنوبي البلاد· فقد قال مسؤول يمني إن مسلّحين يشتبه في أنهم ينتمون إلى التنظيم سيطروا على مدينة زنجبار الساحلية بمحافظة أبين جنوبي البلاد عقب قتال عنيف مع قوّات الأمن هناك· إلاّ أن المعارضة تتّهم الرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح بتسليم المدينة لجماعات مسلّحة لإظهار الانطباع بأن تنظيم القاعدة ناشط في اليمن· وكان الرئيس صالح يقول دائما إنه وحده القادر على مواجهة تهديد القاعدة في اليمن·