أعلنت أمس مصادر متطابقة عن حصيلة ثقيلة من القتلى والجرحى الذين ذهبوا ضحية اقتحام وإخلاء قوات الأمن الموالية للرئيس علي عبد الله صالح ليلة الأحد الاثنين لساحة الحرية في مدينة تعز جنوب اليمن بالقوة المفرطة. وقد تضاربت الأرقام التي تداولتها وكالات الأنباء حول حصيلة الضحايا، ففيما تحدثت وكالة الأنباء الفرنسية عن سقوط حوالي 21 قتيلا وعشرات الجرحى من بين المعتصمين المطالبين برحيل صالح، أفادت وكالة يونايتد برس إنترناشيونال أن الحصيلة ارتفعت إلى 51 قتيلا وأكثر من ألف جريح، فيما تم الإعلان في المقابل عن مقتل أربعة عسكريين في كمين نصبه عناصر يرجح انتماءهم للقاعدة على مشارف مدينة زنجبار الجنوبية التي يسيطر عليها المسلحون، إلى جانب سقوط إثنين آخرين في انفجار قذيفة صاروخية في ظل استمرار المواجهات العنيفة مع القوات اليمنية المحاصرة في المدينة. وقالت وكالة "يونايتيد برس إنترناشيونال" أن قوات الأمن استخدمت الرشاشات الثقيلة من عيار 12.7 وقنابل الغاز وخراطيم المياه في قمع المحتجين في أطول هجوم استمر من السادسة من مساء الأحد حتى الرابعة من فجر الاثنين. وتفيد الأنباء بأن القوات الحكومية يصاحبها مسلحون من أنصار الحزب الحاكم قاموا باقتحام ساحة الحرية في تعز وحرق كل الخيام المنصوبة في الساحة، فيما قامت الجرافات بجرف الخيام بعد نهب كافة محتوياتها وإحراقها. وأكد أطباء، أن القوات الحكومية اقتحمت مستشفى الصفوة الخاص الذي يقع بجانب الساحة وكانت تنقل إليه الحالات الخطرة وقامت بمصادرة الأجهزة الطبية وتكسير أثاث المستشفى واعتقال الجرحى من داخل المستشفى كما أكدت المصادر الطبية أن عددا من القتلى والجرحى ما يزالون داخل الساحة وتعذر التوصل إليهم. وبدوره، أكد مراسل قناة "العربية" أن هناك عناصر ''تقوم بنزع أجهزة التنفس من المرضى في المستشفى، فضلا عن اعتقالها 37 جريحا''. وكانت مصادر قد أشارت أيضا إلى إصابة أكثر من خمسمائة حالة في هجوم متواصل على المعتصمين منذ ساعات الليل، بينما وجه المعتصمون نداء استغاثة عاجلا إلى المنظمات الدولية للتدخل لدى النظام اليمني لوقف الهجوم عليهم. وتزامن ذلك مع انفجارات عنيفة هزت العاصمة اليمنية صنعاء بعد انهيار الهدنة بين القوات الحكومية وأنصار الشيخ الأحمر وعودة الاشتباكات العنيفة بين الطرفين. وقال مصدر مقرب من الشيخ صادق الأحمر أن مسلحين قبليين موالين للنظام يطلقون الرصاص الحي مجددا على منزل الشيخ الأحمر من اتجاه وزارة الداخلية التي تبعد قرابة 400 متر عن المنزل ما يهدد بانهيار الهدنة التي نجحت في البدء بترتيبات عملية على الأرض تمثلت بإخلاء أنصار الأحمر بعض المؤسسات الحكومية التي تواجدوا فيها منذ أيام. ع.أ / الوكالات