عادت المواجهات المسلحة في العاصمة اليمنية صنعاء بين قوات الرئيس صالح والمسلحين القبليين الموالين لزعيم قبيلة حاشد صادق الأحمر، صباح أمس، بعد هدنة لم تصمد سوى أيام فقط مع تبادل الاتهامات بين الطرفين بسبب تجدد الحرب. تشهد المناطق القريبة من منطقة الحصبة، مكان المواجهات، نزوح العشرات من الأسر تخوفا من تعرضهم لقذائف طرفي الصراع. وذكر شهود عيان أن المواجهات المسلحة تتوسع وتمتد وقد وصلت قرب مبنى التلفزيون اليمني الرسمي بمنطقة الجراف. مع إعلان التلفزيون الحكومي احتمال توقف البث مرجعاً السبب إلى صيانة الأجهزة، وهو ما فُسر أنه توقع بمهاجمة مسلحي الأحمر للمبنى وتوقف البث. وكانت لجنة الوساطة المكونة من شخصيات اجتماعية وبرلمانية نجحت في وقف إطلاق النار بين الطرفين وقيام مسلحي الأحمر بتسليم مبنى وزارة الإدارة المحلية شرط إخلاء قوات صالح المباني التي يتمترسون فيها. وفي محافظة تعز التي تشهد أعنف هجوم مسلح ضد المحتجين السلميين، تواصل قوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي منع المتظاهرين العودة إلى ساحة الحرية التي استولت عليها بعد سقوط أكثر من 50 قتيلا ومئات الجرحى، ليلة أمس الأول الإثنين. وأضافت المصادر ذاتها أن ما يقارب تسعة أشخاص قتلوا وجرح 140 آخرين، برصاص القوات الأمنية، بينهم جرحى في حالات حرجة، مشيرة إلى أن قوات الأمن استخدمت الرشاشات الثقيلة وقنابل الغاز وخراطيم المياه في قمع المحتجين في أطول هجوم مستمر من السادسة من مساء الأحد الماضي. ومن جهتها أبلغت المعارضة اليمنية ممثلة بتكتل اللقاء المشترك رسمياً دول مجلس التعاون الخليجي بانتهاء مفعول المبادرة الخليجية، وحمّلت الرئيس صالح ونظامه مسؤولية ذلك. وطالبت المعارضة دول الخليج والمجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب خيارات الشعب اليمني وثورته السلمية المطالبة بإنهاء حكم صالح المستمر منذ نحو 33 عاماً.