اتفاق لوقف إطلاق النار بعد أيام من التصعيد غزة تلملم جراحها ودمارها ! * النتن-ياهو : المعركة لم تنته بعد وترامب: ندعم قتل الفلسطينيين عادت الحياة إلى طبيعتها في قطاع غزة بعد يومين من التصعيد العسكري من الاحتلال عقب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال بدءاً من فجر أمس الاثنين في وقت شدد النتن- ياهو على أن المعركة لم تنته بعد ! ق.د/وكالات شهدت شوارع وأزقة وحواري وأسواق مدينة غزة حركة اعتيادية بعد شلل شبه تام أثر على كافة النواحي الحياتية في القطاع المُحاصر بفعل الغارات المتتالية والتي استهدفت عشرات المباني والأحياء المدنية وأدت لاستشهاد 25 فلسطينياً من بينهم 3 سيدات وجنينان ورضيعان وطفل. وأكدت مصادر فلسطينية توصل فصائل المقاومة والاحتلال إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في وقت مبكر من أمس الاثنين بعد اندلاع أخطر وأطول المواجهات بين الطرفين منذ حرب عام 2014. ولم يعلق المسؤولون الصهاينة على التصريحات الفلسطينية بشأن التوصل لاتفاق هدنة ولكن الجيش قال إنه تم إلغاء حالة الطوارئ بالمدن والبلدات القريبة من قطاع غزة وعودة الحياة فيها إلى طبيعتها. وقال وكالات إعلامية في قطاع غزة إن الاتفاق جاء بجهود مصرية وقطرية وأممية تكثفت خلال الساعات الماضية لإجبار الطرفين على وقف إطلاق النار والعودة إلى الهدوء. المعركة لم تنته بعد وتجنب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أمس الاثنين الحديث عن وقف لإطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية في غزة وقوات الاحتلال. ونشر نتنياهو تغريدة على حسابه الرسمي في موقع تويتر قال فيها إن المعركة لم تنته بعد وهي تتطلب الصبر والرشد ونستعد للمراحل القادمة وفق تعبيره. وأضاف: كان الهدف (من العدوان الأخير) ولا يزال ضمان توفير الهدوء والأمان لسكان الجنوب وأتقدم بالتعازي إلى عائلات القتلى وأرسل أمنيات الشفاء العاجل للجرحى . المعركة لم تنتهِ بعد وهي تتطلب الصبر والرشد. نستعد للمراحل القادمة. كان الهدف ولا يزال ضمان توفير الهدوء والأمان لسكان الجنوب. أتقدم بالتعازي إلى عائلات القتلى وأرسل أمنيات الشفاء العاجل للجرحى . وفي وقت سابق الاثنين نقلت وسائل إعلام من داخل الاحتلال عن نتنياهو قوله: ضربنا حماس والجهاد الإسلامي بقوة كبيرة خلال اليومين الأخيرين وضربنا أكثر من 350 هدفا واستهدفنا قادة الإرهاب وعناصره ودمرنا أبراج الإرهاب وفق زعمه. في المقابل ردت حركة حماس على نتنياهو وقالت على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري إن تصريحاته حول ضرب المقاومة تثير الاستهزاء . وفي تغريدة على حسابه في توتير أضاف أبو زهري: المقاومة نجحت في ردع جيش نتنياهو وتمريغ أنفه بالتراب ورسالتنا له هذه الجولة انتهت لكن المواجهة لن تنتهي الا باسترداد الحقوق . تصريحات نتنياهو حول ضرب المقاومة تثير الاستهزاء والمقاومة نجحت في ردع جيش نتنياهو وتمريغ أنفه بالتراب ورسالتنا له هذه الجولة انتهت لكن المواجهة لن تنتهي الا باسترداد الحقوق وأدت مئات الغارات المدمرة التي شنتها طائرات الاحتلال إلى استشهاد 29 فلسطينيا منذ بداية العدوان الجمعة الماضية وتدمير العديد من المنشآت العامة والمباني السكانية ومواقع ونقاط تابعة للمقاومة الفلسطينية في غزة. بنود وشروط وقال مسؤول فلسطيني إن وقف إطلاق النار تم بشرط أن يكون متبادلا ومتزامنا وبشرط أن يقوم الاحتلال بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن قطاع غزة . وبحسب المسؤول الفلسطيني فإنّ من بين الخطوات سيتم إعادة مساحة الصيد من 6 إلى 15 ميلا واستكمال تحسين الكهرباء والوقود واستيراد البضائع وتحسين التصدير . من جهته قال وسام زغبر المسؤول في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في غزة إن اتفاق وقف إطلاق النار يشمل وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والتزام الاحتلال بتنفيذ إجراءات تخفيف الحصار بما فيها فتح المعابر . لا هدوء مقابل الهدوء فقط وقالت المصادر إن فصائل المقاومة الفلسطينية رفضت عرضا إسرائيليا بالهدوء مقابل الهدوء فقط وأصرت على أن تكون التهدئة مقابل تعهد دولة الاحتلال بتنفيذ التفاهمات السابقة بشأن الرفع المتدرج للحصار الذي فرض على القطاع من 13 عاما. وأضاف أن الفصائل اشترطت فتح المعابر وتوقف دولة الاحتلال عن استهداف الصيادين وقمع وقتل المتظاهرين في مسيرات العودة على حدود القطاع. وبشأن الطلبات الآتية من الاحتلال أكد أن دولة الكيان أصرت -بالإضافة إلى وقف إطلاق النار من قبل الفصائل- على وقف مسيرات العودة وهو ما رفضته الفصائل مطلقا. ما بعد الاتفاق وتفيد الأبناء الواردة من قطاع غزة بأن الوضع ما زال هادئا منذ بدء وقف إطلاق النار قبل ساعات ولم يكن هناك إطلاق صواريخ من جانب الفلسطينيين أو غارات جوية كما صمتت صفارات الإنذار من الصواريخ في جنوب الاحتلال لبضع ساعات قبل الفجر مباشرة وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها بعد رفع جيش الإحتلال القيود التي فرضت على السكان هناك. نتائج العدوان قال ناجي سرحان وكيل وزارة الأشغال العامة والاسكان أمس الاثنين إن عدد الوحدات السكنية المتضررة جرّاء العدوان الأخير على قطاع غزة بلغ نحو 830 وحدة. وأوضح سرحان في بيانه إن المقاتلات الحربية دمّرت نحو 130 وحدة سكنية بشكل كامل فيما تعرّضت 700 وحدة سكنية أخرى للضرر الجزئي. وبيّن أن طواقم الوزارة الهندسية والفنية ولجان الطوارئ باشرت أعمالها منذ بدء العدوان في فتح الشوارع وإزالة الركام الناجم عن استهداف المباني والعمارات السكنية وتدعيم المباني الخطرة وعمليات حصر الأضرار . واستنكر سرحان العدوان بحق المدنيين مطالبا المجتمع الدولي ب ضرورة التدخل العاجل لوقف استهداف المنشآت المدنية ومنازل المواطنين والتي حمتها القوانين والتشريعات الدولية . كما ناشد الجهات المانحة بضرورة تقديم الدعم والإغاثة للمواطنين الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم . وكانت الجولة الجديدة -وهي العاشرة- من التصعيد بين الاحتلال وفصائل المقاومة الأطول والأعنف والأكثر ضحايا وخسائر منذ انطلاق مسيرات العودة في 30 مارس 2018. وقبيل وقف إطلاق النار كان قد ارتفع إلى 29 عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا جراء القصف االمتواصل على قطاع غزة منذ يوم الجمعة الماضي كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إصابة 146 فلسطينيا بجراح خلال الهجمات التي دمرت نحو 15 مبنى سكنيا في مناطق متفرقة من القطاع. وقال جيش الاحتلال إن سلاح الجو أغار الليلة الماضية على ثلاثين هدفا في غزة ليرتفع عدد الأهداف منذ بداية المواجهة الحالية إلى 350 هدفا. وقد شملت تلك الأهداف مباني سكنية وغرف عمليات ومستودعات أسلحة ومواقع تدريب تابعة للمقاومة الفلسطينية. وقد أطلقت المقاومة الفلسطينية منذ ظهر السبت الماضي نحو 690 صاروخا باتجاه المدن والبلدات المحتلة بعمق أربعين كيلومترا تمكنت منظومة القبة الحديدية من اعتراض 240 منها وأسفرت الهجمات الصاروخية هذه عن مقتل أربعة صهاينة وإصابة عشرات آخرين بجروح وحالات هلع. ويعيش نحو مليوني فلسطيني في غزة التي يعاني اقتصادها من صعوبات منذ سنوات بسبب إغلاق المعابر على الجانبين الصهيوني والمصري إضافة إلى خفض المساعدات الإنسانية والعقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينية. الحكومة الفلسطينية تطالب بتوفير حماية دولية وفي غضون ذلك طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الأممالمتحدة بالتدخل الفوري لوقف العدوان على قطاع غزة ومنع إمكانية تجدده وتوفير الحماية الدولية لأهالي القطاع. وأضاف اشتية في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية امس الإثنين المنعقدة في رام الله أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف صامتاً أمام جرائم الاحتلال بحق المدنيين ولا يمكن لأحد أن يكون حيادياً أمام صور جثث الأطفال ولا نقبل البيانات التي توازن بين المجرم والضحية . ترامب: ندعم قتل الفلسطنيين من جهته أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعمه الكامل للاحتلال في عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين بقطاع غزة وذلك بعد ساعات من تهنئته المسلمين بحلول شهر رمضان. وقال ترامب في تغريدة عبر حسابه على تويتر : تواجه دولة الاحتلال مجددا عدة هجمات صاروخية من جانب إرهابيي حماس والجهاد الإسلامي وندعم دولة الاحتلال بنسبة 100 في دفاعها عن مواطنيها . وأضاف: بالنسبة لشعب غزة لن تجلب لكم مثل هذه الأعمال الإرهابية ضد الكيان إلا الشقاء .. أوقفوا العنف واعملوا نحو السلام إنه قابل للتحقق . جاء تعليق ترامب بعد ساعات من تهنئته المسلمين بحلول شهر رمضان. وقال فيها: أرسل تحياتي الحارة إلى جميع المسلمين الذين يحتفلون بشهر رمضان المبارك وأرسل و(زوجتي) ميلانيا أطيب تمنياتنا للمسلمين في الولاياتالمتحدة والعالم بقدوم شهر رمضان ._