معلم ديني وتاريخي عريق مسجد أبو مروان الشريف بعنابة يستقبل المصلين مجدداً أعيد في أول يوم من رمضان فتح مسجد أبو مروان الشريف بعنابة الذي يمثل أهم وأقدم المعالم الدينية والثقافية الإسلامية التي توثق لتاريخ بونة العريق أمام المصلين وزوار المدينة وذلك بعد فترة غلق تجاوزت ست سنوات تم خلالها ترميم وإعادة تأهيل لهذا الصرح الديني. خ.نسيمة /ق.م بعد أن تآكلت جدرانه المرصعة بالفسيفساء الأندلسية وسقطت أجزاء من سقفه كان لا بد من التعجيل بترميم مسجد أبو مروان الشريف الذي يقع بأعالي المدينة العتيقة لبونة بلاص دارم ويعود إلى العهد العثماني حسب ما أفاد به المشرفون على تسيير هذا الصرح الديني . وتم في إطار برنامج وزارة الثقافة الخاص بإعادة ترميم المعالم التاريخية والدينية والثقافية والمحافظة عليها إطلاق عمليات ترميمه في شهر ماي 2013. وحسب ما ذكرته مصالح مديرية التجهيزات العمومية بالولاية التي أشرفت على إنجاز أشغال الترميم وشملت أشغال الترميم وإعادة التأهيل مساحة إجمالية ب3 آلاف متر مربع تمثلت في صيانة وترميم الأرضية والجدران والسقف ومختلف الأروقة المحيطة بقاعة الصلاة حسب ذات المصالح كما شملت أشغال ترميم مسجد أبو مروان الشريف صيانة الشبكات وإنجاز أشغال الترصيص وإصلاح الكتامة وتهيئة قاعات جديدة لتعليم القرآن وأخرى لإقامة الندوات والتظاهرات الدينية والثقافية وقاعات حفظ الأرشيف والمخطوطات صوت الأذان يصدح من المنارة و بإعادة فتح مسجد أبو مروان الشريف من جديد أبدى العنابيون وخاصة سكان وسط المدينة وأبناء الحي العتيق اعتزازا وفخرا كبيرين كلما تعالى من أعالي منارة المسجد بالمدينة القديمة آذان الصلاة بمناسبة الشهر الفضيل حسب ما أعرب عنه العديد من رواد هذا المسجد. و بني مسجد أبو مروان الشريف فى القرن الحادي عشر الميلادي بأعالي المدينة العتيقة المطلة على ميناء المدينة على يد رجل علم وتقوى أبو الليث البوني خلال الفترة الممتدة ما بين (1033 و1058 ميلادية ) بطابع العمارة الإسلامية. و قد احتضن هذا المسجد خلال الفترة العثمانية جامعة للعلوم الشرعية والإنسانية ليحمل اسم مؤسسها عبد الملك أبو مروان بن علي الأزدري وتحول إبان تلك الحقبة التاريخية إلى منبر لرجال الفكر والفقه وتدريس العلوم الشرعية والعسكرية حسب ما ورد في مراجع تاريخية توثق لتاريخ بونة أعدت من طرف مديرية الثقافة لعنابة. معلم إسلامي عريق وخلال حقبة الاستعمار الفرنسي تم تحويل مسجد أبو مروان إلى مستشفى عسكري وشهد سنة 1832 تهيئة فضاءات إضافية لتلبية احتياجات المستعمر من الفضاءات الخدماتية العسكرية في تلك الفترة قبل أن يسترجعه سكان عنابة سنة 1946 ويسهروا على المحافظة عليه ليصنف اليوم ضمن أقدم المعالم الإسلامية بالجزائر وفقا لنفس المراجع. وإلى جانب قاعة للصلاة تتسع ل 1000 مصلي يضم مسجد أبو مروان مدرسة قرآنية وقاعات بالطابق العلوي موجهة لاحتضان التظاهرات الدينية والفكرية.