بني مسجد أبو مروان الشريف بعنابة في العهد الصنهاجي سنة 1033م الموافق ل425ه، وكلّف ببنائه قائد البحرية الأمير الليث البوني، سليل إحدى العائلات البونية العريقة والّذي توفي العام 450ه، وهو مدفون في حجرة بالجامع مع الشيخ أبو مروان الشريف. وسمّي بمسجد أبي مروان نسبة إلى عبد الملك بن مروان بن علي الأزدري المولود بإشبيلية، والذي قام بإنجاز أوّل جامعة دينية بالمسجد قدّمت فيها العلوم العسكرية والدينية، وكان في وقت مضى يضمّ في جانبه السفلي ما يسمّى بحديقة الرباط، التي كانت بمثابة ناد للضباط في البحرية. وبعد الاحتلال الفرنسي سنة 1830م حوّل إلى مستشفى وقد أضيف إلى بنائه الأصلي طابق علوي لمداواة جرحى الحرب من الفرنسيين، كما تمّ فصل حديقة الرباط عن الجامع وهذا من أجل القضاء على معالم الحضارة الإسلامية بالجزائر. ويُعَد جامع أبي مروان الشريف أوّل قطعة تحرّرت في بلادنا، بعد استرجاعه سنة 1945م من طرف أهالي بونة، وزاره أوّل أئمته آنذاك الشيخ محمد النمر رحمه الله. والمسجد بموقعه الحالي لا يضم إلاّ عُشر الأرضية الأصلية التي كان يتربّع عليها. ويشهد مسجد أبو مروان الشريف حاليًا أشغال صيانة وترميم، ليبقى أحد الشّواهد التاريخية والفكرية والروحية التي تصنع الماضي الحضاري لبونة.