افتتاح مسجد أبو مروان الشريف أقدم معلم ديني بعنابة كان أول جامعة دينية تقدم العلوم العسكرية بشمال إفريقيا افتتحت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية عنابة نهاية الأسبوع، المسجد الأثري أبو مروان الشريف الواقع بالمدينة القديمة « بلاص دارم»، بعد الانتهاء من عملية الترميم، التي تعطلت لسنوات بسبب نوعية الأشغال، التي لا تتناسب مع الطابع التقني للمسجد، أوقفت مديرية التعمير والهندسة المعمارية عملية الترميم لعدم تطابق المواد مع الطابع القديم للبناية، حيث تتطلب الأشغال حسب مختصين في الترميم الأثري للنصر استخدام مواد بناء خاصة بالعمران القديم. وأكد مختصون في الترميم الأثري، بأن سوء الأشغال أدى إلى غلق المسجد لمدة 7 سنوات متتالية، وهو أحد المعالم الدينية العتيقة، حيث يعود تاريخ تشييده إلى 1033 ميلادي، حيت قامت المقاولة التي أسند إليها الأشغال في البداية بالتبليط والترميم باستخدام الاسمنت العادي، ما أدى إلى تشققات وإلحاق أضرار أكثر بالهيكل والبنية المعمارية للمسجد، واستدعى الأمر تدخل مديرية الثقافة عن طريق لجنة مختصة لوقف الأشغال وإخطار الجهات المعنية، وبقي المسجد مغلقا إلى غاية إيجاد مقاولة مختصة، فرض عليها استخدام مادة أساسية في الترميم، تسمى « شو إدراتي» ذات تركيبة قوية أحسن من الاسمنت، تقاوم جميع العوامل الطبيعية لآلاف السنين، وهي عبارة عن أحجار صلبة، يتم وضعها داخل فرن الحديد، و بعد ساعات تتحول إلى مادة ذات وزن خفيف، تتفتت بمجرد إخراجها من دراجة حرارة مرتفعة، لتصبح رمادا ، يشكل مادة مهمة جدا في عملية الترميم شبيهة بالجير، وهي مادة يمنحها مركب الحجار للحديد والصلب مجانا لمؤسسات الانجاز. وحسب عمار نوارة مدير المتحف الأثري بعنابة، وهو دكتور مختص في الآثار، بني مسجد أبومروان الشريف سنة 1033 ميلادي، الموافق ل 425 هجري، تكلف ببنائه قائد البحرية المعروف بابي الليث البوني، سليل إحدى العائلات البونية العريقة، والذي توفي عام 450 هجري، وهو مدفون في حُجرة بالجامع مع الشيخ أبومروان الشريف. وسمي بمسجد أبي مروان، نسبة إلى عبد الملك بن مروان بن علي الأزدري المولود بإشبيلية، والذي قام بإنجاز أول جامعة دينية بالمسجد قدمت فيها العلوم العسكرية والدينية. وكان في وقت مضى حسب نوارة يضم في جانبه السفلي ما يسمى بحديقة الرباط، والتي كانت بمثابة ناد لضباط البحرية. وبعد الاحتلال الفرنسي سنة 1830 حُول إلى مستشفى وقد أضيف إلى بنائه الأصلي طابق علوي، كما تم فصل حديقة الرباط عن الجامع وهذا من أجل القضاء على معالم الحضارة الإسلامية بالجزائر. ويعد جامع أبي مروان الشريف أول قطعة تحررت في بلادنا، بعد استرجاعه سنة 1945 من طرف أهالي بونة، وزاره أول أئمته آنذاك الشيخ محمد النمر رحمه الله. والمسجد بموقعه الحالي لا يضم إلا عُشر الأرضية الأصلية التي كان يتربع عليها. في سياق متصل انتقد عدد كبير من المهتمين، التعتيم الإعلامي على افتتاح المسجد، والذي افتتح دون إشعار أو إعلام المواطنين وأهل المدينة، واقتصر افتتاح على ممثلين عن مديرية الشؤون الدينية ومديرية التعمير، دون أي دعوة لوسائل الإعلام والمهتمين بالتراث الثقافي والديني للمدينة.