ولاية المدية مثلها مثل الولايات الأخرى تحكمها عادات وتقاليد مرتبطة بالشهر الفضيل اشد ارتباط من حيث التحضير له وانفردت باعراف عريقة عراقة حضارتها الضاربة في الاعماق وتبدأ العائلات التحضير للشهر المبارك قبل ايام من حلوله بتنظيف المنازل واقتناء أجود التوابل لتحضير الاطباق الرمضانية التي يتراسها طبق الشربة فريك والبوراك الى جانب حلويات السهرة على غرار المقروط والزلابية. كما يبقى حضور الدربوكة االمصنوعة من جلد الأرانب التي يستعملها الاطفال خلال السهرة في اجواء مميزة فرحا باستقبال رمضان واحياء السهرات الليلية تكون بطريقة التداول بالنسبة للأسر المتجاورة أين يتم إقامتها بعد الإنتهاء من صلاة التراويح كل ليلة ببيت فسيح من بيوت الحي أين تقدم الإبتهالات الدينية والأغاني الشعبية من قبل الفتيات بالدرجة الأولى تتخللها المشروبات ومختلف انواع الحلوى أما الرجال فيقضون سهراتهم بالمقاهي ويستمتعون بلعبة الدومينو الشعبية وهذا بعد الإنتهاء من صلاة التراويح. وفي نفس الصدد تظهر مع حلول شهر رمضان حلة إيمانية حيث تتزين المساجد ويزداد وارديها حيث لا تستوعب هذه المساجد العدد المتزايد من المصلين مما يفرض على القائمين عليها -أي المساجد- تخصيص الساحات المجاورة من أجل أداء صلاتي العشاء والتراويح أي يفضل الكثير من المصلين أداءها واختيار المرتلين يكون في الأيام الأولى حيث يفضل الكثير منهم أصحاب الحناجر العذبة التي تساعد على الخشوع. ومن العادات التي تكثر في هذا الشهر الفضيل ظاهرة تجارة الأرصفة أو ما يسمى بالباعة المتجولون من جميع الفئات العمرية حيث يكثر بائعو خبز الدار بأنواعه (المطلوع الفطير خبز الشعير الديول...) بالإضافة إلى المشروبات التي يكثر عليها الطلب بالإضافة إلى انتشار الحلويات الخاصة بالمناسبة كالزلابية وقلب اللوز والقطايف.