رمضان بلادي القطع البارد .. مشروب شعبي يروي عطش الصائمين في الأغواط الأغواط هي ولاية جزائرية تحتوي على الكثير من الخيرات تشتهر بالنخيل وببساتينها الضاربة في جذور التاريخ وأهل الأغواط من أشد الناس كرما تتميز المدينة بطابعها العربي الأصيل وتشتهر المدينة بأحيائها القديمة كزقاق الحجاج القابو الصوادق الزبارة قصر البزائم قصر الفروج الشطيط المقطع القواطين الضلعة زقاق الطاقة وباب الربط بالإضافة إلى ساحتها الشهيرة رحبة الزيتون وجنان البايلك وكذا أحياءها العريقة كالمعمورة وسط المدينة -البلاد- الواحات الشمالية المقام وأحياء المصالحة الوئام... وولاية الأغواط كغيرها من الولايات تطبعها أجواء مميزة خلال شهر رمضان والذي تسبقه استعدادات كبيرة من طلاء وتنظيف البيوت وتجديد بعض أثاثها وتحضير التوابل وبعض الأكلات مسبقا كما يعرف توسعا في النفقات على حسب ما يقتضيه الشهر من متطلبات وتكون اجوائه باجتماع أفراد الأسرة على مائدة الإفطار وتزاور الأسر في الليل كما تزداد موائد الافطار عبر الساحات العمومية والاحياء في جو من التكافل الاجتماعي وتعتبر المائدة الاغواطية متنوعة وكثيرة والأطباق الشهيرة في ولاية الاغواط مثل طبق تشيشة والبوراك باللحم وزيتون السلطان وكريات لحم مفروم والطبق الحلو بالسفرجل وسلطة الباذنجان والسفة وغيرها. ومن بين الأطباق المشهورة بالأغواط والتي يزداد الاقبال عليها في شهر رمضان شراب القطع البارد ولا تكاد خيمة من خيم سكان البادية بالأغواط تخلو من إناء أو قدح واحد على الأقل معبأ بالمشروب المحلي المعروف ب القطع البارد لما يوفره هذا المشروب التقليدي من قدرة لمستهلكيه على مقاومة العطش وقلة الطلب على الماء حتى أصبح علامة مسجلة باسمهم ومشروبهم الأول الأكثر رواجا بينهم بدون منازع. وتتمثل وصفة إعداد هذا المشروب اليدوي البسيط في خلط مستخلص التمر أو( الغرس) بالمشمش المجفف (الهرماس) إلى أن يشكلا سائلا أشبه ما يكون بالعصير تضاف إليه نبتة برية يطلق عليها ألتقفت لتعطيه طعما لذيذا ومذاقا منعشا ويقترن تحضير وتناول هذا المشروب لدى العائلة البدوية الأغواطية بحلول فصل الصيف غير أن تزامن أيام شهر رمضان المعظم في السنوات القليلة الماضية وموجات الحرارة جعل منه مشروبا رئيسيا يتداول على احتسائه أفراد الأسرة مع كل موعد فطور وسحور أيضا.ومما أفرزه الشغف بعصير القطع البارد هو التخلي عن أطباق رمضانية أخرى كان من المستحيل التنازل عنها فيما مضى إذ أنه حل محل الحريرة وحجز لنفسه مكانا عقب تناول التمر والحليب على مائدة الإفطار. فئة الأطفال أيضا تعيش أجواء مميزة وتجتمع على العاب شعبية عريقة فهناك لعبة كانت تتمثل في قيامهم ببناء مصاطب وكل طفل أو بنت يتخلف عن المشاركة يصبح عرضة للسخرية من خلال أهازيج محفوظة يرددها زملاؤه إلا أن هذه العادة الحميدة تشهد تلاشيا في السنوات الأخيرة. كما تكتسي الولاية حلة إيمانية طيلة الشهر الفضيل بحيث تصدح المساجد بصوت المرتلين ويكثر إقبال المصلين على صلاة التراويح لتفتح بعد أداء الصلاة أجواء مميزة عبر شوارع المدينة وتتلألأ الأنوار فرحا بشهر التوبة والغفران.