أمرت الحكومة الانتقالية في قرغيزستان أمس الأحد بتعبئة جميع الاحتياط في الجيش ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و50 سنة، كما أمرت بفرض حظر تجول دائم في اوش وبلدتين مجاورتين بجنوب البلاد بسبب أعمال العنف العرقية الدامية المستمرة منذ الجمعة. وقالت وزارة الدفاع في بيان، دعوة جميع الاحتياط الذين تقل أعمارهم عن خمسين عاما للحضور ابتداءً من أمس الأحد قبل الساعة 15,00 (9,00 ت غ) إلى نقاط الإحصاء. وأضاف البيان إن تنظيم التعبئة الجزئية للسكان المدنيين تبدأ في مكاتب التجنيد العسكري في مدن ومقاطعات البلاد. وأعلنت وزارة الداخلية من جهتها في بيان أن حظرا للتجول يستمر طوال أربع وعشرين ساعة فرض في مدينة اوش وفي كارا سوو وارافان في منطقة اوش. وكان منع التجول فرض في المساء والليل للحد من أعمال العنف التي أسفرت عن سقوط 82 قتيلا في الإجمال منذ الجمعة مع بدء المواجهات بين أفراد من القرغيز وآخرين من الأقلية الاوزبكية. وقد أمرت السلطات مساء السبت بتعبئة الاحتياط وسمحت لقوات الأمن بإطلاق النار بدون إنذار مسبق في مسعى للحد من أعمال العنف. وهذه المواجهات هي الأعنف منذ انتفاضة أفريل التي أسفرت عن سقوط 87 قتيلا وأطاحت بالرئيس كرمان بك باكييف وحملت إلى الحكم الحكومة الانتقالية الحالية. وفي السياق، منحت روسيا مساعدة إنسانية لقرغيزستان لكنها رفضت منحها مساعدة عسكرية. ويعتبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن الأمر يتعلق بنزاع داخلي وروسيا لا ترى في الوقت الحاضر الظروف (مواتية) لتلبية قرارها، كما صرحت المتحدثة باسمه ناتاليا تيماكوفا ملمحة إلى المساعدة العسكرية التي طلبتها في وقت سابق الرئيسة اوتونباييفا. وقرر الكرملين منح مساعدة إنسانية لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة حيث تملك روسيا قاعدة عسكرية. وقد توجهت طائرة مجهزة بالمعدات الطبية تابعة لوزارة الأوضاع الطارئة الروسية مع عشرة أطباء على متنها إلى قرغيزستان كما أعلن مسؤول في الوزارة. وأعلنت المفوضية الأوروبية بدورها السبت إرسال خبير في الشؤون الإنسانية إلى قرغيزستان بغية تقييم الوضع ورصد الأموال الضرورية. ودعت الولاياتالمتحدة من جانبها السبت إلى »عودة السلم والنظام العام بسرعة« إلى جنوب قرغيزستان، كما أعربت عن دعمها لجهود الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل وقف أعمال العنف العرقية. وهرب آلاف النساء والأطفال الاوزبك من أعمال العنف وتوجهوا إلى مرحمات على الحدود القريبة من اوزبكستان المجاورة، ما قد يتسبب بأزمة إنسانية. وعبرت اوزبكستان عن قلقها الشديد إزاء الوضع وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدورها عن »قلقها البالغ«. وقد بدأت أعمال العنف في اوش ليل الخميس إلى الجمعة إثر مشادات بين اوزبك وقرغيز أدت إلى تدهور الوضع. ولحقت أضرار بسيارات كثيرة واشتعل بعضها كما أحرقت مبان سكنية. واستقرار الوضع في قرغيزستان أمر ضروري خصوصا بالنسبة للولايات المتحدة التي تملك قاعدة عسكرية أساسية لانتشار القوات الأمريكية في أفغانستان. ومنذ انتفاضة أفريل الماضي التي أسفرت عن سقوط 87 قتيلا وأدت إلى سقوط نظام الرئيس كرمان بك باكيف، شهدت قرغيزستان موجات عدة من العنف.