يتوجه حوالي 5ر2 مليون ناخب قرغيزي غدا الاحد الى صناديق الاقتراع لقول كلمتهم في الاستفتاء حول الدستور الذي تصفه السلطات الانتقالية بالهام والاساسي من أجل اعادة النظام الى البلاد التي انهكتها أشهر الاضطرابات التي اعقبت الاطاحة بالرئيس كرمان بك باكييف وصعود المعارضة الى سدة الحكم. فقد دعي حوالي المليونين ونصف المليون ناخب من أصل عدد سكان البلاد البالغ 3ر5 ملايين نسمة ليقولوا كلمتهم في هذا الاستفتاء بشأن الدستور الجديد الذي سيقرر كيف ستتم ادارة الدولة الآسيوية بعدما أطاحت ثورة المعارضة بالرئيس السابق بكاييف. وينص الدستور الجديد بصورة خاصة على تقليص صلاحيات الرئيس لصالح البرلمان بغية الحيلولة دون تركز السلطات فى يد شخص واحد. واضافة الى تقليص صلاحيات الرئيس فان الدستور الجديد في حال اقراره يحظر على أي من الاحزاب أن يجمع لوحده اكثر من 50 مقعدا في البرلمان المؤلف من 90 مقعدا. وينظم الاستفتاء غدا رغم نداءات في البلاد لتأجيله بسبب التوتر الذي لا يزال سائدا في جنوب البلاد فيما اعلنت الحكومة المؤقتة اليوم السبت "يوم صمت" يسبق الاستفتاء على الدستور يتم بموجبه منع كل الحملات المؤيدة أو المناهضة له. وسيقوم حوالي 170 مراقبا دوليا بمتابعة عملية الاستفتاء حيث اكدت رئيسة الوزراء المؤقتة روزا أوتونباييفا أن "هناك ممثلين عن منظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي ورابطة الدول المستقلة (من بين المراقبين). وأكدت وزارة الخارجية الامريكية اليوم على أهمية تحقيق الاستقرار في قرغيزستان واعربت في الوقت ذاته عن أملها في أن يكون الاستفتاء على الدستور "عادل وشفاف". وقال الناطق باسم الخارجية فيليب كراولي " اننا نتابع الاستعدادات عن كثب ونأمل في استفتاء عادل وشفاف يشكل خطوة على طريق الحكم الديموقراطى الرشيد". وكانت الادارة الامريكية وعدت الاربعاء الماضى بتقديم مساعدة سريعة الى قرغيزستان بقيمة 3ر48 مليون دولار لمواجهة الوضع الانساني واحتياجات اعادة الاعمار. في غضون ذلك اعلن اليوم السبت ببشكيك عن رفع حظر التجول الذي فرض في جنوب البلاد خلال أعمال العنف بين الاوزبك والقرغيز وذلك عشية تنظيم الاستفتاء الدستوري. وفرض حظر التجول بعد الاضطرارات بين القرغيز والاوزبك فى مدينة أوش بجنوب البلاد في 11 جوان واستمرت لمدة سبعة ايام وانتشرت إلى منطقة جلال اباد المجاورة. وكشفت الارقام الرسمية ان 261 شخصا لقوا مصرعهم فى الاشتباكات فيما اصيب اكثر من الفين آخرين غير ان القادة القرغيز اقروا بأن عدد الضحايا الحقيقي يمكن ان يكون اكثر بعشر مرات. وحول مسألة الاف اللاجئين الذين فروا الى الحدود مع أوزباكستان خلال المواجهات العرقية الأخيرة جنوب البلاد اكدت الحكومة القرغيزية المؤقتة اليوم أن معظمهم قد عادوا إلى ديارهم. ونقلت مصادر اعلامية عن وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة إسماعيل إيزاكوف قوله في اجتماع مع أمين عام منظمة معاهدة الأمن الجماعي نيكولاي بورديوزها ان كل اللاجئين تقريبا الذين كانوا في الأراضي الأزبكية عادوا إلى قرغيزستان . وكانت الأرقام الرسمية أفادت أن نحو 100 ألف شخص قد هربوا من قرغيزستان باتجاه أوزباكستان خلال أسوأ مواجهات عرقية تشهدها البلاد منذ 20 سنة فيما أشارت الأممالمتحدة أن 400 ألف شخص قد هجروا بسبب أعمال العنف. ومع استمرار التوتر في جنوب البلاد اعربت المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين عن قلقها امس حيال ظروف العودة الكثيفة للاشخاص الذين لجأوا الى اوزبكستان بعد اعمال العنف التى وقعت فى قرغيزيا فى الاسابيع الماضية . من جهتها اعربت المتحدثة باسم مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية اليزابيث بيرز ان "وكالات الاممالمتحدة للشوون الانسانية ما زالت تشعر بقلق شديد حيال مصير هولاء الاشخاص الذين يعودون الى بلادهم لكنهم قد لا يتمكنون من العودة الى منازلهم التى تضرر القسم الاكبر منها ".