قال مصدر في وزارة الدفاع الروسية إن موسكو تبحث موضوع إرسال قوات إلى قرغيزستان لتأمين المواقع الحيوية هناك، بناء على طلب من الحكومة المؤقتة، بعد تفجر أعمال العنف العرقي بجنوب البلاد. ونقلت وكالة إيتار تاس عن المصدر قوله إن الخطوة تأتي بعد طلب السلطات القرغيزية نشر أفراد من الجيش الروسي، مشيرا إلى أن السلطات تدرس الطلب ولم تتخذ فيه قرارا نهائيا. وكانت صحيفة كومرسانت الروسية نقلت عن الرئيسة المؤقتة روزا أوتونباييفا قولها إن حكومتها طلبت من روسيا إرسال قوات لحماية المنشآت الحيوية مثل الخزانات ومحطات الطاقة الكهرومائية. وفي الأثناء طالب كل من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والولايات المتحدة حكومة قرغيزستان بإجراء تحقيق دولي شامل وشفاف في أعمال العنف العرقي هذه. وجاء في القرار الذي أصدره المجلس بالإجماع أنه يدعو حكومة جمهورية قرغيزستان إلى أن تجري تحقيقا شاملا وشفافا يحمل الجناة مسؤولية الخسائر في الأرواح التي نتجت عن أحداث 7 أبريل 2010 وأعمال العنف العرقية الأخيرة. ومن جهته طالب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية روبرت بليك بإجراء تحقيق دولي في العنف العرقي الذي جرى بين القرغيز والأوزبك جنوب البلاد. و جاء ذلك أثناء زيارة قام بها الدبلوماسي الأميركي لمخيمات اللاجئين الأوزبك الفارين من أعمال العنف على الحدود بين قرغيزستان وأوزبكستان. وبدورها تحدثت الرئيسة المؤقتة أوتونباييفا في مدينة أوش المدمرة جنوب البلاد عن حدوث مأساة وطنية، وقالت إن أوش أكبر مدن البلاد بعد العاصمة تجب إعادة إعمارها بعد الاشتباكات العرقية الأخيرة، كما تعهدت بضمان عودة مئات الآلاف من اللاجئين الذين فروا من المدينة. وجاءت تصريحات أوتونباييفا في مستهل زيارتها الأولى إلى المنطقة التي تلتقي خلالها قيادات محلية وتتفقد عددا من المستشفيات. وقالت أن حوالي ألفي شخص قتلوا في الاشتباكات الأخيرة، مشيرة إلى أن التقديرات الحالية تفيد بمقتل مائتي شخص، ولكن يحتمل أن يرتفع العدد إلى عشرة أضعاف. وتحاول حكومة قرغيزستان المؤقتة جاهدة احتواء العنف في الجنوب بعد الاشتباكات العرقية التي تعد الأسوأ في البلاد منذ عشرين عاما. ورغم عودة الاستقرار النسبي إلى جنوب البلاد، فإنه تتصاعد المخاوف بشأن ظروف مئات الآلاف من اللاجئين الذين يعيشون في مخيمات على الحدود مع أوزبكستان. ومن الناحية الإنسانية، قال مسؤولون في الأممالمتحدة أمس الأول أن حوالي مليون شخص تضرروا جراء الصراع العنيف في قرغيزستان، ويحتاجون إلى غذاء ومعونات أخرى. ويشمل هؤلاء 400 ألف شخص شردوا بعد فرارهم من الاشتباكات العرقية في مدينتي أوش وجلال آباد الجنوبيتين، حيث نزح حوالي 300 ألف شخص إلى مناطق داخل قرغيزستان بينما عبر مائة ألف الحدود إلى أوزبكستان. وقالت المتحدثة باسم صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) كريستيان برتيوم أمام مؤتمر صحفي "إن علينا تلبية احتياجات أكثر من مليون شخص من النازحين واللاجئين الذين قصدوا عائلات لإيوائهم، وكلهم تضرروا جراء الصراع". ومن المتوقع -وفقا لمصادر في الأممالمتحدة- أن يجري لاحقا إطلاق صندوق في نيويورك لجمع أكثر من 65 مليون دولار لمساعدة 1.1 مليون شخص في قرغيزستان لمدة ستة أشهر.