رمضان بلادي رمضان في تيارت ...معاني روحية وتماسك اجتماعي يعد شهر رمضان لدى سكان تيارت من أهم الشعائر الدينية ويولونه مكانة خاصة بين باقي الشعائر الإسلامية الأخرى ولم يعد شهر الصيام لدى سكان تيارت الركن الرابع في أركان الإسلام فحسب بل أصبح جزءا من الثقافة والموروث الاجتماعي لديهم ويشتد فيه التنافس لفعل الخير ونشر المحبة والتضامن ومع بداية شهر شعبان يبدأ سكان تيارت بشراء المواد الغذائية الأساسية لتخزينها وتبدأ النسوة في الإعداد لرمضان أياما قبل حلوله حيث يقمن بتنظيف البيوت ويخرجن ويشترين الأواني الجديدة كما يحضرن الطعام (الكسكس) للسحور والتوابل المخصصة للطبخ .ومعروف عن سكان تيارت شغفهم بتحضير مائدة الافطار متميزة في شهر رمضان ويخصصون لها ميزانية مالية معتبرة. وتتكون مائدة رمضان من بدايته الى نهايته من طبقين رئيسيين وهما الحريرة و اللحم الحلو بالزبيب والعنب المجفف والبرقوق بالاضافة الى طبق يتوسطهما وعادة ما يكون طبق الزيتون بالفطر ولحم الخروف أو العصبان ..الدولمة ..الكفتة..المعقودة بالدجاج.. وهناك كثير من الأطباق الشعبية الأخرى كما لا تخلو المائدة التيارتية من البوراك والأنواع المختلفة من السلطة والمشروبات الغازية والفاكهة وهناك حلويات لا يجب ان تغيب عن مائدة رمضان مثل قلب اللوز والزلابية والبقلاوة. وعادة ما يبدأ الاطفال في تيارت التدرب على الصيام وهم في السنة الأولى من دراستهم وفي بعض الاحيان قبل ذلك. ويقرب الأباء أولادهم في أول صيام لهم ويجلسونهم الى جانبهم علي مائدة الكبار وعادة ما يجلس الأطفال الصغار غير الصائمين في مائدة أخرى غير مائدة الصيام. ويستغل سكان تيارت شهر رمضان وبالذات ليلة السابع والعشرين منه (ليلة القدر) باعتبارها ليلة مباركة من أجل ختان أبنائهم ومن أحب الأوقات في رمضان لدى سكان تيارت هو ما بعد الافطار او ما يشاع باسم السهرة حيث يخرج الرجال الي صلاة التراويح ثم الالتقاء في المقاهي للسمر وتخرج النسوة لزيارة الأقارب والجيران. ومن العادات الرمضانية أن يقضي الرجال سهراتهم في لعب السيق والصوف كلعبتين محليتين. وتعتمد لعبة السيق على 7 قصبات توضع على لوح مقسم إلى 32 صفا من جهتين ثم يتقابل 6 رجال مقابل 6 آخرين ويلعبون وفق عمليات حسابية ذهنية والخاسر يدفع ثمن جلسة السهرة.كذلك يكرم حفظة القرآن في ذات الليلة عبر الزوايا والمساجد. ويوم العيد يكون فرصة لإخراج الحلويات بكميات كبيرة للزوايا التي تشرف على توزيعها على الفقراء. وتحضر النسوة المدلوك و الرفيس و البغرير كحلويات رئيسية في الأعياد وتكون هي الأجواء الرائعة التي تعيشها ولاية تيارت التي تعد من بين الولايات التي تحافظ على العادات والتقاليد وتأبى الخروج عنها.