كانت تيارت في القديم مسماة باللغة البربرية "تيهرت" اي اللبؤة وكان لها عدة تسميات.تاهرت.تاقدمت.تاغزوت,.تنقارتيا... وكانت مدينة تيارت مقرا للرستميين وهم سلالة من الأباضيين حكموا الجزائر بين عامي 776-908 م. يعد شهر رمضان لدى سكان تيارت من أهم الشعائر الدينية ويولونه مكانة خاصة بين باقي الشعائر الإسلامية الأخرى، ولم يعد شهر الصيام لدى سكان تيارت الركن الرابع في أركان الإسلام فحسب، بل أصبح جزءا من الثقافة والموروث الاجتماعي لديهم ويشتد فيه التنافس لفعل الخير ويسوده المحبة والتضامن . ومع بداية شهر شعبان يبدأ سكان تيارت بشراء المواد الغذائية الأساسية ويخزنوها، وتبدأ النسوة في الإعداد لرمضان شهرا من قبل، حيث يغسلن جدران البيت كله، ويخرجن ويشترين الأواني الجديدة، كما تحضرن الطعام ((الكسكس)) للسحور والتوابل المخصصة للطبخ .ومعروف عن سكان تيارت شغفهم بتحضير مائدة الافطار متميزة في شهر رمضان، ويخصصون لها ميزانية مالية معتبرة. وتتكون مائدة رمضان من بدايته الى نهايته من طبقين رئيسيين الحريرة واللحم الحلو بالزبيب والعنب المجفف والبرقوق بالاضافة الى طبق يتوسطهما وعادة ما يكون طبق الزيتون بالفطر ولحم الخروف أو العصبان ..الدولمة ..الكفتة..المعقودة، بالدجاج.. وهناك كثير من الأطباق الشعبية كما لا تخلو المائدة من البوراك والأنواع المختلفة من السلطة والمشروبات الغازية والفاكهة ، وهناك حلويات لا يجب ان تغيب عن مائدة رمضان مثل قلب اللوز والزلابية والبقلاوة. وعادة ما يبدأ الاطفال في تيارت التدرب على الصيام وهم في السنة الأولي من دراستهم، وفي بعض الاحيان قبل ذلك. ويقرب الأباء أولادهم في أول صيام لهم، ويجلسونهم الي جانبهم علي مائدة الكبار، وعادة ما يجلس الأطفال الصغار غير الصائمين في مائدة أخرى غير مائدة الصيام. ويستغل سكان تيارت شهر رمضان وبالذات ليلة السابع والعشرين منه (ليلة القدر) باعتبارها ليلة مباركة من أجل ختان أبنائهم، ومن أحب الأوقات في رمضان لدى سكان تيارت هو ما بعد الافطار، او ما يشاع باسم "السهرة"، حيث يخرج الرجال الي صلاة التراويح، ثم الالتقاء في المقاهي للسمر وتخرج النسوة لزيارة الأقارب والجيران. ومن العادات الرمضانية أن يقضي الرجال سهراتهم في لعب ''السيق والصوف'' كلعبتين محليتين. وتعتمد لعبة السيق على 7 قصبات توضع على لوح مقسم إلى 32 صفا من جهتين، ثم يتقابل 6 رجال مقابل 6 آخرين ويلعبون وفق عمليات حسابية ذهنية، والخاسر يدفع ثمن جلسة السهرة. كما يتم ختان الأطفال الجماعي في ليلة ,27 إذ يوضع الأطفال في جفنة بها تراب ومغطاة برداء أبيض. وبحسب العادة لا يبيت الطفل المختن في بيت أهله أبدا في ليلة الختان، وبعدها تقام حفلة لكل طفل عند أهله... كذلك يكرم حفظة القرآن في ذات الليلة عبر الزوايا والمساجد. ويوم العيد يكون فرصة لإخراج الحلويات بكميات كبيرة للزوايا التي تشرف على توزيعها على الفقراء. وتحضر ''المدلوك'' و''الرفيس'' و''البغرير'' كحلويات رئيسية في الأعياد.