كنت أدرك تماما أن ما حدث كان متوقعا وليس ضربة حظ أو سوء طالع، ذلك لأن المستوى العام للفريق الوطني لا يعكس الصورة الوردية التي رسمها الإعلام الوطني المتعاطف مع أشبال سعدان، هذا الأخير الذي كان في كل مرة يظهر على الشاشة الوطنية أو الأجنبية وما أكثر ما فعل ذلك، يطمئننا ويضع أيدينا وأرجلنا وحتى قلوبنا في مياه باردة أو تكاد تكون مثلجة، وهو نفس الاتجاه من التفاؤل ذهب إليه الكثير من الساسة والشيوخ وعلى رأسهم زعيم حركة مجتمع السلم الذي دعا الله أن ينصرهم على الفريق السلوفيني الخصم، لكن النتيجة على أرض الواقع كانت عكس ذلك تماما »وكأنك يا بوزيد ما غزيت«..؟ هل في الإمكان تعويض هذه الخسارة في الأيام القليلة المقبلة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية أو انجلترا، يبدو ذلك من حيث الواقع وإمكانيات المنتخب الوطني المتواضعة أو المتوسطة في أبعد حدود التقييم، صعبا لكن قد تحدث المعجزة ليس نتيجة جدية اللاعبين ومكافحتهم من أجل تحقيق ماوعدوا به الجماهير وخاصة الأنصار الذين تنقلوا إلى جنوب أفريقيا رغم بعد المسافة، وهذا حبا في الفريق ورغبتهم في رؤيته منتصرا ولو مرة واحدة بصفة رسمية..! ولكن من أين له هذا وهو مازالت عناصره مفككة الأوصال غير آبهة بالمسؤولية وكأنهم هواة وليسوا محترفين ويلعبون في أندية أوروبية عريقة ولها سمعتها الكروية العالمية، ذلك لأن ما قام به غزال من خطأ يعد من الخطايا ولا يحسب فقط عليه وإنما على الشيخ »سعدان« نفسه، فقد حذره الكثيرون منه وأنه ما كان ينبغي إقحامه في الشوط الثاني من المقابلة المصيرية التي كان ينتظرها جميع الجزائريين بفارغ الصبر وهي التي كان يعول عليها في إظهار المستوى الحقيقي للمنتخب الوطني الذي ألتهم الملايير وصدع رؤوس الملايين بوعود لم تتحقق، وأعتقد أنها كلها تحضيرات للفريق بدنيا وتقنيا ونفسيا للسنوات المقبلة ومونديال 2014..؟ أمام هذا الإخفاق الظاهر الذي أدخل الحزن على جميع الجزائريين ليس في الإمكان قول إلا تلك العبارة الشهيرة »ولكن كيف يستقيم الظل والعود أعوج«..؟!