مما لاحظناه في الطبعة الازلى لصالون الزواج الذي أقيم الأسبوع الماضي برياض الفتح، وجلب أعدادا غفيرة جدا من العائلات الجزائرية، الإقبال على بعض المظاهر الاحتفالية الخاصة بالأعراس والمناسبات السعيدة، التي جلبها العارضون بالصالون، كمنظمي الأعراس، ومرافقي العروس، والمشتغلين في حقل الأزياء والحلويات والأزياء والطبخ، حيث صار الجزائريون يتجهون أكثر فأكثر إلى منح مهمة التكفل بكل ما يتعلق بأعراسهم من بدايتها إلى نهايتها، إلى أشخاص آخرين مقابل دفع مبالغ مالية لذلك، تسهل عليهم إقامة أعراسهم والارتياح من كل الضغوطات ومشاوير العناء و التعب التي كان أصحاب العرس يتكبدونها سابقا من جهة، وتتيح لهم فرصة الاستمتاع بأعراسهم والاعتناء بضيوفهم بصورة اكبر من جهة أخرى. كما أن بعض المظاهر الأخرى، التي جاءت لإرضاء أذواق وتلبية متطلبات بعض الباحثين عن التألق والتميز في ليلة العمر، أو في غيرها من المناسبات السعيدة، فقد كان الصالون أيضا فرصة للتعريف بها، ومن بينها الخيمة الكبيرة من سيدي بلعباس، التي يقول صاحبها السيد "شارف نور الدين" أنها مخصصة لكل الأفراح والمناسبات السعيدة للعائلة الجزائرية، حيث يقومون بتأجيرها للمواطنين، وذلك عبر كافة القطر الجزائري، كونهم ينتقلون إلى كل مكان، وذلك مقابل 8 ملايين سنتيم ل24 ساعة، وتتكفل المؤسسة بإرسال فرقة لنصب الخيمة وتجهيزها في المكان المطلوب، كما يمك توسيعها حسب رغبة صاحب العرس، وعدد مدعوييه، أو جعلها مفتوحة على المكان، مع كل ما فيها من أفرشة ووسائد تقليدية، وموائد صغيرة، تجلس الجلوس فيها متعة كبيرة، وتضفي على المكان المزيد من الجمال والحيوية و التميز، وعن السعر الذي يبدو مكلفا نوعا ما، قال السيد "شارف" انه يمكن تقسيمه على دفعات إلى غاية موعد العرس، وقد تلقى خلال الصالون عرضين، احدهما من سيدة لإقامة "سبوع" مولودها من ولاية البليدة، وآخر لشاب من العاصمة، لإقامة مأدبة عشاء زفافه وحنته، حيث قال انه يفكر في تجهيزها لفرقة الشعبي أو "الآلي" التي ستحيي الليلة، وكذا لمجموعة من أصدقائه الذين رحبوا بالفكرة ونالت إعجاب الكثير منهم، هذا فيما تبدو الخيمة مناسبة أكثر لمن يملكون في منازلهم متسعا من المكان كوجود حدائق أو فناءات خلفية أو غيرها، أكثر من غيرهم. وإضافة إلى الخيمة، فان أصحابها يقدمون أيضا كل ما يتعلق بالديكور وتجهيز مكان الحفل، و الكراسي، وكراء الملابس التقليدية، وكذا المأكولات التقليدية، والعمارية، هذه الأخيرة، التي أصبحت حسب محدثنا مطلوبة جدا في الأعراس الجزائرية من كافة مناطق الوطن، ولم تبق محصورة في مناطق الغرب الجزائري، المتاخمة للحدود المغربية، و يتم تأجيرها ب3 ملايين سنتيم مع اللباس التقليدي التلمساني المعروف "بالشدة"، ويضيف محدثنا انه كان من عادات العائلات الجزائرية رفع العروس عند دخولها إلى مكان الفرح حتى يراها الجميع، إضافة إلى إبقائها عالية وبعيدة عن أعين الحسد والعين الشريرة، وهي العادة التي عادت من جديد لتزين أفراح الجزائريين.