عالجت محكمة جنايات العاصمة نهاية الأسبوع ملف جناية القتل العمدي التي اهتزّ لها حي "بروسات" بحسين داي في عيد الفطر الماضي بعد أن أقدم حارس حظيرة السيّارات على قتل جاره الشابّ الذي كان في حالة سُكر بعد خلاف بينهما، ما جعله مهدّدا من طرف النيابة العامّة بعقوبة الإعدام· تفاصيل القضية تعود إلى اليوم الثاني من عيد الفطر من السنة الماضية، حينما كان المتّهم "ع·ف" يتولّى حراسة موقف السيّارات بحي "بروسات" إذ تقدّم منه الضحّية وهو شابّ يبلغ من العمر 25 سنة، وأراد احتساء الخمر داخل الحظيرة ليمنعه المتّهم، وهو ما جعلهما يدخلان في شجار سرعان ما تمّ فضّه. غير أن الضحّية في الصباح وفي حدود الساعة الخامسة ونصف صباحا تقدّم من المتّهم وقام بطعنه بواسطة خنجر بينما كان نائما رفقة ابن عمّه وصديقهما داخل كوخ في الحظيرة، وهو ما جعل المتّهم يستفيق إلاّ أن الضحّية ظلّ ممسكا بالخنجر وقام بطعنه على مستوى البطن والوجه وفرّ هاربا، وهنا قام المتّهم بملاحقته معه وتوجيه له عدّة طعنات قاتلة· المتّهم صرّح أثناء استجوابه بأن أداة الجريمة ملك للضحّية، وأنه كان في حالة دفاع عن النّفس عندما نزع منه السكّين وطعنه به، مؤكّدا أنه لا تربطه أيّ علاقة بالضحّية، وأنه لم تكن لديه نيّة قتل الضحّية لولا أن هذا الأخير تهجّم عليه وحاول الاعتداء عليه بواسطة الخنجر، وأنه تسبّب له في عجز عن العمل حسب الشهادة الطبّية المودعة في الملف، وأنه في تلك اللّحظة لم يفكّر سوى في اللّحاق بالضحّية والثأر منه لما ألحقه به من ضرر، خاصّة وأنه لا يوجد أيّ مشكل يجعله يفكّر في قتله، مشيرا إلى أنه كان في حالة دفاع عن النّفس، وهي التصريحات التي أكّدها عدد من الشهود الذين حضروا الجلسة وأعادوا سرد الوقائع كما جاء ذكرها من طرف المتّهم· من جهته، ممثل النيابة العامّة أكّد أن نيّة القتل كانت متوفّرة والقصد الجنائي متوفّر، مشيرا إلى أن المتّهم كان بمقدوره أن يهتمّ بالجروح التي أصابته ولا يلحق بالضحّية لإزهاق روحه، غير أنه ارتكب العكس ملتمسا إنزال عقوبة الإعدام في حقّه·