عالجت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة قضية القتل العمدي التي أودت بحياة شابّ من بوزريعة في ال 19 من عمره على يد ثلاثة من أصدقائه، من بينهم قاصر وآخر سبق وأن عمل كجزّار بعدما تلقّى 27 طعنة أكّد الطبيب الشرعي أن مرتكبها محترف في استعمال السكّين· ملف القضية التي تعود تفاصيلها إلى 06 سبتمبر من سنة 2000 يلفّه الكثير من الغموض نظرا للتصريحات المتناقضة التي أدلى بها المتّهمون خلال مجريات التحقيق وأمام الجلسة، حيث عادت القضية إلى أروقة العدالة للمرّة الثالثة بعد النّقض في الطعن لدى المحكمة العليا التي سبق وأن أدانت كلاّ من المتّهم ر· حسان وس· سفيان ب 20 سنة سجنا نافذا، فيما تمّت محاكمة القاصر خ· محمد أمام محكمة الأحداث وأدين ب 10 سنوات، ليمثل مجدّدا أمس أمام محكمة الجنايات كشاهد أين أدلى بتصريحات خطيرة اعترف من خلالها بأنه هو من قتل الضحّية بتحريض من المتّهم ر· حسان الذي قام بتخديره عن طريق الحبوب المهلوسة والخمر· حيث خطّط هذا الأخير لقتل الضحّية وسرقة سيّارته من نوع 306 بعدما توجّهوا إلى المركّب الأولمبي محمد بوضياف، وبعد نزول الضحّية من السيّارة رفقة الشاهد قام هذا الأخير بطعنه بالسكّين التي هي ملك للمتّهم س· سفيان· المتّهم ر· حسان الذي أفادته المحكمة في أوّل محاكمة بالبراءة قبل أن تدينه سنة 2006 بالسجن بعد أن غيّر تصريحاته تحت طائلة التهديد، كما أدلى به أمس عن وقائع الجريمة صرّح بأنه في ليلة كان رفقة الضحّية على متن سيّارة من نوع 306 وتوجّها إلى حظيرة السيّارات بحي لاكناب ب شوفالي، وهناك جرى حوار بين الضحّية والمتهم س· سفيان حيث طلب منه رافقته على متن سيّارته، كما رافقهما الشاهد وتوجّها إلى مركّب 05 جويلية أين تناولوا الخمر وتعاطوا الحبوب المهلوسة، ثمّ ترجّل من السيّارة الضحّية والمتّهم س·س وجرت بينهما مناوشات كلامية فاستلّ المتّهم السكّين من جيبه، وفي تلك الأثناء نزل الشاهد وقام بإمساك الضحّية من الخلف ليوجّه له القاتل عددا من الطعنات أردته قتيلا· وفي تلك الأثناء، فرّ المتّهم ر· حسان وأبلغ مصالح الأمن التي ألقت القبض على المتّهمين وضبطت في منزل س·س هاتف نقّال الضحّية وأداة الجريمة وقميص الشاهد الذي كان ملطّخا بالدماء، نافيا بذلك التّهمة عن نفسه· من جهة أخرى، جاء المتّهم س· سفيان بسيناريو آخر حتى يبعد التّهمة عنه مصرّحا بأنه تعرّف على الضحّية بواسطة المتّهم ر·ح، وأنه قام ببيعه ساعة يد مقابل مبلغ مالي قدّر ب 05 آلاف دج، غير أن الضحّية تهرّب نن الدّفع وأنه يوم الوقائع عندما سأله عن المبلغ طلب منه مرافقته، وعند وصولهم إلى مسرح الجريمة تناولوا الخمر والمخدّرات ففقد وعيه، وعندما استيقظ وجد الضحّية جثّة هامدة، أمّا الشاهد فقد وجده ينزف فقام بنقله إلى المستشفى، ما جعل القاصي يواجهه بأنه القاتل باعتباره عمل كجزّار وأنه يحسن استخدام السكّين لأن تقرير الطبيب الشرعي يؤكّد أن الجاني محترف، وأنه سبق وأن اعترف بقتله للضحّية قبل أن يتراجع· من جهتها، ممثّلة النيابة العامّة أكدّت خلال مرافعتها أن عناصر تهمة القتل العمدي متوفّرة بجميع أركانها، ملتمسة إدانة المتّهمين بالسجن المؤبّد·